موسكو تتهم أنقرة بالكذب حول الوضع في إدلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تزايدت الحشود العسكرية التركية إلى إدلب في اليومين الماضيين، وخلال ثلاثة أيام فقط بعد زيارة المبعوث الأمريكي للتحالف الدولي ضد داعش، جيمس جيفري إلى أنقرة، رفعت تركيا عدد قواتها في الداخل السوري من 6 آلاف جندي إلى 10 آلاف ونحو ألفي آلية عسكرية ثقيلة منوعة، وسط تحركات سياسية من موسكو والولايات المتحدة، اللتين تحاولان أيضاً المواجهة عبر الوكلاء في إدلب، في وقت اتهمت موسكو أنقرة بتقديم معلومات كاذبة حول الوضع في إدلب.

يأتي هذا في وقت أسقِطت مروحية تابعة للجيش السوري في أجواء ريف حلب الشمالي الغربي، في ظل استمرار تقدم الجيش السوري في ريف حلب الغربي وسط معارك واشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وفصائل مسلحة مدعومة من أنقرة. ونفى مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا التابع لوزارة الدفاع الروسية، مزاعم تركيا عن مقتل 63 جندياً من الجيش السوري في إدلب.

ووفقاً لما نقلته وكالة سبوتنيك، دعا المركز، وزارة الدفاع التركية إلى تحمل مسؤولياتها، مشيرة إلى تقديمها معلومات «كاذبة» إلى قيادة البلاد حول الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب.وشدد المركز على أن مثل هذه التصريحات «غير المسؤولة» لا تسهم إلا في تصعيد الوضع واعتماد قرارات متسرعة لا تلبي المصالح المشتركة لروسيا وتركيا.

استهداف متبادل

وأكدت مصادر ميدانية لـ«البيان» استهداف متبادل لمواقع عسكرية بين الجيشين التركي والسوري في ريفي إدلب وحلب، فيما جرت اشتباكات متقطعة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، بينما يعزز الجيش سيطرته على مناطق واسعة من ريف حلب الغربي.

ورغم التصريحات التركية النارية ضد الجيش السوري، إلا أن قوات الجيش واصلت السيطرة على مناطق واسعة في ريف حلب، إذ أحكمت سيطرتها على كامل الطريق الدولي دمشق حلب، وذلك بعد تقدمها على عدة مناطق غربي الطريق عقب اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة، وواصلت التقدم نحو عمق ريف حلب الغربي، بدعم جوي روسي.

وبذلك، يكون الجيش السوري قد سيطر على معظم مناطق خفض التصعيد التي نص عليها اتفاق سوتشي بخروج كافة الفصائل وتسليمها للجانبين التركي والروسي، وهذا بحسب مراقبين ما تسعى إليه روسيا، وهو تطبيق اتفاق سوتشي بالقوة بعد أن تعثرت تركيا بتطبيقه، بينما أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية جديدة تضم ناقلات مدرعة للجنود، وعناصر من القوات الخاصة، إلى وحداته المتمركزة على الحدود السورية، حيث دخل الرتل التركي المؤلف من نحو 100 شاحنة وآلية عسكرية بعد منتصف الليلة قبل الماضية عبر معبر كفرلوسين الحدودي مع لواء اسكندرون شمال مدينة إدلب.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الفصائل المسلحة أسقطت مروحية تابعة للجيش السوري،وقالت مصادر ميدانية إن طاقم المروحية قتل. ولاحقا أعلنت ميليشيات ما تسمى بـ«الجبهة الوطنية للتحرير» مسؤوليتها عن إسقاط المروحية.

تصدٍّ سوري

وتأتي هذه التطورات ساعات بعد إعلان وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أنّ الدفاعات الجويّة السورية تصدّت لصواريخ فوق سماء العاصمة دمشق مصدرها الجولان المحتلّ.

ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري قوله تم رصد صواريخ معادية قادمة من فوق الجولان المحتل، وعلى الفور تعاملت معها منظومات دفاعنا الجوي وأسقطت عدداً من الصواريخ المعادية قبل الوصول إلى أهدافها.

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ قصفاً إسرائيلياً استهدف مواقع لقوات الجيش السوري وحلفائه في محيط دمشق، مؤكّداً أنّ عدداً من الصواريخ أصاب أهدافه.

ولاحقاً، أعلنت إسرائيل إغلاق المجال الجوي فوق هضبة الجولان المحتلة أمام الطيران المدني على ارتفاع 5 آلاف قدم خشية هجمات انتقامية بعد غارات على دمشق على حد قولها. وأضافت: «بدأ القرار ويستمر لمدة أسبوع واحد».

Email