«كورونا» يكسر المزيد من خطوط الدفاع
شاب يرتدي قناعاً في أحد المعابد بتايلاند | إي.بي.إيه
تسابق الصين الزمن لمحاصرة فيروس كورونا المستمر في التفشي برغم إجراءات العزل الصحي الصينية في عدد من المدن.
وما زال الفيروس الذي وصفه الرئيس شي جينبينغ بـ«الشيطان» يجدّ طريقه إلى الخارج عبر صينيين خرجوا من بلادهم، والأسوأ من ذلك أنه تم تسجيل أول حالتين لانتقال الفيروس عبر العدوى في كل من ألمانيا واليابان.
وتصاعد الغضب الشعبي في الصين ضد مسؤولين رسميين، في حالة احتجاج نادرة وجدت صداها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويواجه المسؤولون في منطقة الأزمة الصحية انتقادات شديدة بسبب عدم كفاءتهم وفق قول المنتقدين، وسط غضب عام من جراء تعاملهم مع المرض.
وتعرّض مسؤولون كبار للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بمن فيهم حاكم مقاطعة هوباي التي تضمّ ووهان حيث ظهر المرض أولاً، فاتهمهم الناشطون بارتكاب أخطاء.
وأرجأت السلطات الصينية إلى أجل غير مسمّى موعد استئناف الدروس في كل المدارس والجامعات في البلاد، وذلك في محاولة منها للحدّ من تفشّي الفيروس الذي ارتفعت حصيلته إلى 106 وفيات وأكثر من 4 آلاف إصابة.
وصرح الرئيس الصيني شي جينبينغ، في لقاء مع مدير منظمة الصحة العالمية، وفق ما نقلت وسائل إعلام رسمية: «الوباء شيطان، ولا يمكننا أن نتركه يختبئ».
وأضاف: «لطالما تبنّت الحكومة الصينية موقفاً منفتحاً وشفافاً ومسؤولاً للكشف في أسرع وقت ممكن عن معلومات بشأن الوباء».
وأعلنت تايوان عن إصابة أول حالة بفيروس كورونا على أراضيها، وتقول إنها سوف تبدأ في تعقب أماكن الأشخاص الذين ربما يكونوا قد أصيبوا.
وتستعد الهند لإجلاء مواطنيها من الصين، فيما أعلنت هونغ كونغ أنه تم إلغاء خدمات القطارات والعبارات من وإلى البر الرئيس الصيني في محاولة لمنع تفشي الفيروس.
وقرر مكتب الهجرة في الفلبين وقف نظام إصدار التأشيرات لدى الوصول إلى المواطنين الصينيين الوافدين في مجموعات سياحية.
وفعّل الاتحاد الأوروبي نظامه الداخلي للإنذار السريع لمشاركة المعلومات، إذ يراقب تفشي فيروس كورونا بعد ظهور أولى حالات الإصابة في التكتل في فرنسا وألمانيا.
ويرى خبراء في علم الأوبئة بناءًَ على المعطيات الأولية المتاحة أن فيروس كورونا سيتسبب بإصابة ما لا يقلّ عن عشرات آلاف المرضى وستستمرّ أزمة انتشاره شهوراً عدة في أحسن الأحوال.
يقول ديفيد فيسمان، الأستاذ في جامعة تورونتو ومؤلف نشرة للجمعية الدولية للأمراض المعدية، إن «أفضل السيناريوهات سيكون أن يستمرّ ذلك في الربيع والصيف وبعدها يتراجع».
