تركي الفيصل: مقتل سليماني لن يوقف طهران

مأزق الطائرة.. العالم يطالب إيران بالحقائق

وزراء خارجية الدول المتضررة يقفون دقيقة حداد على أرواح ضحايا الطائرة | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

استمرت «كرة ثلج» الطائرة الأوكرانية في التدحرج، باتجاه طهران، المتهمة بإخفاء بعض الحقائق بشأن الطائرة التي أسقطها الحرس الثوري، وفيما لم تستبعد كييف أن تكون الطائرة أسقطت عمداً، شدد وزير الخارجية الكندي على أن العالم ينتظر أجوبة حول العديد من الأسئلة التي تكتنف الحادث المأساوي، وبالتزامن حذر قادة عالميون من خروج القوات الأمريكية من العراق، وفيما وصف رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، قرار برلمان العراق بخروج القوات الأجنبية بالسابقة السيئة، قال رئيس المخابرات السعودية السابق، الأمير تركي الفيصل، لشبكة CNBC إن الضربة الجوية الأمريكية التي قتلت قاسم سليماني أظهرت لطهران أنها لا تستطيع الإفلات من استفزازاتها، لكنها لن تمنعها من مواصلة أجندتها.

خطوة مهمة

وقال الأمير السعودي «إن إخراج قاسم سليماني كان بالتأكيد خطوة مهمة للرد على الأقل على بعض طموحات إيران بعد أعمالها الاستفزازية للغاية في العام الماضي». وأوضح، أَن الهجمات على ناقلات النفط التي بلغت ذروتها بالهجوم على منشآت أرامكو، لم تجد أي رد. واستدرك «كان مقتل سليماني دعوة للحكومة الإيرانية والقيادة الإيرانية للاستيقاظ، وأنه لا يمكنهم النجاة من عواقب هذه الاستفزازات».

ومع ذلك، قال الفيصل إن وفاة سليماني لن توقف «أجندة إيران»، مضيفاً «كانت بالتأكيد خطوة مهمة للغاية لكن ما إذا كانت ستوقف أنشطة إيران الإضافية باستخدام نفس الأساليب، التي كان سليماني ذكياً للغاية في استخدامها - لا أعتقد ذلك». هذا لأن القيادة الإيرانية لديها أجندة ومشروع هذا المشروع هو أن تكون الممثل المهيمن للإسلام في العالم.

وكلاء طهران

وأشار إلى أن طهران استخدمت «وكلاء» مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن للمضي قدماً بمشروعها، مضيفاً «هذا سيستمر، ربما أقل كفاءة مما كان عليه عندما كان سليماني على قيد الحياة».

وحذر من الانسحاب الأمريكي من أفغانستان والعراق قائلاً إن الولايات المتحدة كان يجب أن تنسحب من أفغانستان في «المراحل المبكرة عندما كان الانسحاب أكثر قابلية للتنفيذ مما عليه الآن»، مستشهداً بـ«بالفرصة الضائعة» بعد مقتل زعيم القاعدة، أسامة بن لادن في عام 2011.

وعندما سئل عما إذا كان هل من الأفضل بالنسبة للعراق أن تغادر القوات الأمريكية؟ قال: «ليس اليوم». وتذكر حديثه إلى المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين وقت الغزو الأميركي للعراق. قائلاً «أتذكر أنني اعتدت أن أقول لهم إنني آمل ألا تغادروا العراق بنفس الاندفاعة التي دخلتم فيه».

وقال الفيصل: «لقد رأينا أمريكا تسحب قواتها من العراق ثم تبدأ القاعدة عملياتها، وبعد ذلك تعود إلى العراق في ظل قيادة الجنرال ديفيد بترايوس». وتابع «لا أعرف أي نوع من المنظمات... سيأتي، لكن سيكون بالتأكيد أكثر تعقيداً وسفكاً للدماء أكثر مما هو عليه الحال مع القوات الأمريكية هناك».

قرار سيئ

في الأثناء اعتبر رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، قرار البرلمان العراقي إخراج القوات الأمريكية بأنه «لم يكن قراراً جيداً»، واصفاً إياه بأنه «سابقة سيئة»، كونه اتخذ من قبل الكتلة الشيعية فقط، من دون التشاور مع المكونات الرئيسة الأخرى في البلاد (الكرد والسنة).

وقال في حديث صحفي «لقد كان خطوة حاسمة للغاية تم اتخاذها من دون السعي للحصول على إجماع، وبالتالي ينتهك روح الدستور العراقي، وهذا ليس جيداً للعراق سواء الآن أم للمستقبل».

تداعيات الطائرة

وفي آخر تداعيات إسقاط الطائرة الأوكرانية قال وزير الخارجية الأوكراني، فاديم بريستايكو، للبرلمان أمس، إن مسؤولاً إيرانياً سيتوجه إلى أوكرانيا الأسبوع المقبل. وأضاف أن إيران «ترغب» في تسليم أوكرانيا الصندوقين الأسودين (مسجلي البيانات والصوت الخاصين بالرحلة المنكوبة)، بعدما فحصها فريق تحقيقات مشترك يضم خبراء من إيران وكندا وأوكرانيا.

ولدى سؤاله عما إذا كان إطلاق الصاروخ الإيراني الذي أصاب الطائرة متعمداً، قال وزير الخارجية الأوكراني: «لا نرفض أي تصور»، مضيفاً: «نريد أن نعلم من أعطى الأوامر بإطلاق الصاروخ على الطائرة في إيران».

ونبه وزير الخارجية الكندي إلى أن المجتمع الدولي «ينتظر أجوبة» في شأن إسقاط الطائرة الأوكرانية في إيران، وذلك إثر اجتماع للدول المتضررة التي طالبت طهران بتعويض عائلات الضحايا ومحاكمة المسؤولين عن الكارثة.

وصرح فرنسوا فيليب شامبان بان «العائلات تريد أجوبة والمجتمع الدولي يريد أجوبة. العالم ينتظر أجوبة وسنواصل جهودنا ما دمنا لم نحصل على تلك الأجوبة». وأضاف «ليس هذا وقت توجيه اتهامات لكنه وقت الحصول على أجوبة». وكان الوزير يتحدث خلال اجتماع في لندن مع نظرائه البريطاني والأوكراني والسويدي والأفغاني.

مسؤولية

طالب ممثلو الدول الخمس إيران «بتحمل كامل المسؤولية» عن الكارثة «بما في ذلك التعويضات». وطالبوا بإخضاع «المسؤولين»عن المأساة التي وقعت في أجواء من التوتر الشديد بين إيران والولايات المتحدة وأسفرت عن مقتل 176 شخصاً، لـ«تحقيق جنائي مستقل وآليات قضائية شفافة ومحايدة».

Email