تقارير « البيان »

سيناريو تهدئة على خط أمريكا ـ إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

مُذ توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، يتبنى دونالد ترامب «سياسة الضغط القصوى» على إيران، في نهجٍ مخالف تماماً لسابقه باراك أوباما، ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2020 يتصاعد الضغط الأمريكي بصورة ملحوظة.

تمثل ذلك بشكل مباشر في عملية مقتل الجنرال قاسم سليماني، التي هزّت أرجاء النظام الإيراني، ووضعته أمام تحديات غير مسبوقة، فضلاً عن العقوبات المتواصلة، التي تفرضها واشنطن على طهران.

وأمام ذلك التصعيد والذي يُواجه بتهديدات إيرانية حادة، تطرح أسئلة مختلفة نفسها حول سيناريوهات العلاقة بين الطرفين، وما إن كانت- على وقع تلك الضغوطات الأمريكية- مُرشحة لتخفيف التصعيد والقبول بالوساطات الدولية وإبرام اتفاق جديد، أم أن ذلك يُنذر بمزيد من التوتر؟ النظام الإيراني- الذي لا يزال يراهن على عامل الوقت انتظاراً لمفاجأة قد تفرزها الانتخابات الرئاسية- ما فتئ يواصل تهديداته لواشنطن على لسان كبار قادته، للانتقام بعد اغتيال سليماني، بينما واشنطن تلوح بمزيد من العقوبات.

أزمة الطائرة

وبحسب المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات، هاني سليمان، فإن «إيران مدعوة أكثر للتهدئة خلال الفترة الحالية؛ للخروج من أزمة الطائرة الأوكرانية التي تواجهها فيها مساءلة دولية، وليس فقط من جانب الولايات المتحدة».

وأضاف في تصريحات لـ«البيان»: «نقطة التهدئة بدأت منذ الرد الإيراني، على اعتبار أن واشنطن حققت أهدافها، وأوصلت رسالتها التي تريد أن تبعث بها لطهران من اغتيال سليماني، وجاء الرد الإيراني بضربة أقل من التوقّعات، ومن دون أي إصابة في صفوف العسكريين الأمريكيين (..) وبالتالي الأمور في طريقها إلى التهدئة والتوافق».

وبشكل عام، إن خط العلاقات الأمريكية- الإيرانية مؤهل للتوتر في أي وقت، ويمكن أن يشهد فترات احتواء وتهدئة. ويرى سليمان أن «أزمة الطائرة الأوكرانية ربما تكون فرصة لمزيد من الضغوط على إيران، أو فرصة للتهدئة من جانبها».

وفي تصور الباحث في الشؤون الإيرانية، محمد خيري، فإن «التصعيد الذي حدث خلال الفترة الماضية كان أقصى ما يُمكن أن يُقدم عليه الطرفان، وبالتالي فإن الفترة المقبلة قد تشهد اتجاهاً للتهدئة مع قبول وسطاء دوليين لتخفيف التوتر القائم، ومن ثمّ تلوح في الأفق إمكانية عقد اتفاق جديد».

اتفاق محتمل

وطبقاً لتحليل خيري لـ«البيان»، فإن العام الجاري قد يشهد اتجاهاً أمريكياً لفرض المزيد من العقوبات؛ لتحقيق سياسة الضغط القصوى (..) وقد تطال العقوبات شركات المستخدمات الطبية والأدوية إن رأت واشنطن أن ذلك سيكون السبيل الوحيد لإقناع إيران لعقد اتفاق جديد، مشيراً في السياق ذاته إلى تأثير التظاهرات التي خرجت في إيران المنادية بإسقاط النظام، جنباً إلى جنب والأخطاء الفادحة للنظام الإيراني (مثل حادث سقوط الطائرة الأوكرانية) جميعها أمور تضع النظام الإيراني في مأزق.

Email