إيران بين قراءتين مختلفتين لـ«الانتقام»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهر الاحتفاء الإيراني بالضربات الصاروخية التي وجهتها إيران لقاعدتين أمريكيتين في العراق، قراءتين مختلفتين للحدث، الأول يعتبر الرد الانتقامي، كافياً، فيما يرى تيار آخر أن هناك ضرورة لتوجيه المزيد من الضربات.

ووفق رصد أولي لتصريحات المسؤولين الإيرانيين، فإن المرشد الإيراني علي خامنئي، كان الأكثر تشدداً في عدم الاكتفاء بالقصف الصاروخي على القاعدتين الأمريكيتين.

وقال إن الحرس الثوري وجه صفعة قوية بقصفه قاعدتين تتواجد بهما قوات أمريكية، ولكنه اعتبر أن هذا غير كافٍ للانتقام لقاسم سليماني. وقال في كلمة، بعد ساعات من القصف: «هذه الضربة وحدها لا تكفي، بل لابد أن يتواصل العمل لإخراج القوات الأمريكية من المنطقة».

من جهة أخرى، شدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على أن إيران «لا تبحث عن التصعيد أو الحرب»، مشيراً إلى أن الرد «المتناسب» الذي قامت به قد «انتهى». وموقف ظريف يميل إلى التهدئة واعتبار أن الانتقام قد تحقق، تفادياً لأي خطوات تصعيدية قد تجلب رد فعل أمريكي أكبر بما لا يتناسب مع قدرات إيران في التصدي لها.

ويرى العديد من المحللين أن إيران ردت سريعاً لإرضاء الرأي العام في البلاد، مع اختيارها في الوقت نفسه أن يكون ردها تدريجياً لتفادي مواجهة واسعة النطاق.

وبدا الرئيس الإيراني حسن روحاني، أقرب إلى موقف وزير خارجيته، فقد تحدث عن أنه «إذا أرادت الولايات المتحدة أن ترتكب جريمة أخرى، عليها أن تعلم أنها ستلقى رداً أكثر حزماً».

مضيفاً في كلمة لمجلس الوزراء: «لكن إذا كانوا عقلاء، لن يفعلوا أي شيء آخر في هذه المرحلة»، وهي عبارات مصاغة بدقة توضح أن الانتقام قد تحقق، وأن أي رد أمريكي سيستدعي رداً إيرانياً في المقابل. وبتبسيط رياضي، وفق روحاني فإن النتيجة الآن هي التعادل. أما وفق تصريحات خامنئي، فيظهر أن إيران ما زالت متأخرة بعدة أهداف.

Email