الهجرة عبر «شاحنات التبريد».. مقامرة بالحياة مقابل الوهم

شاحنة في بريطانيا عثر داخلها على 39 جثة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

المقامرة الكبرى، الرهان بالحياة على الحياة، مغامرة غير محسوبة العواقب، إما المرور من فرنسا إلى بريطانيا بسلام وهنا تبدأ الحياة، أو الموت ونهاية الحياة، هذه المعطيات التي توصلت إليها الشرطة الفرنسية بالتعاون مع «حرس الحدود» خلال حملة مداهمة عصابات تهريب البشر بين فرنسا ودول الجوار الأوروبي، بعد العثور على جثث 39 فيتنامياً، داخل شاحنة تبريد في بريطانيا مؤخراً، وأسفرت الحملة المستمرة منذ ذلك التاريخ حتى اليوم عن سقوط أكثر من 300 شخص بين مهاجر غير شرعي وأباطرة تهريب المهاجرين في المناطق الحدودية.

أساليب غريبة

وقال إدوارد فيكتور، مسؤول الاتصال بالإدارة العامة لمكافحة الهجرة المنظمة بوزارة الداخلية لـ«البيان»، إن عملية تشديد الرقابة الحدودية ومنع تسلل المهاجرين بين دول الاتحاد الأوروبي في إطار سياسة تقنين الهجرة المتبعة في أوروبا منذ منتصف العام 2019؛ دفعت المهاجرين غير الشرعيين لاتباع أساليب غريبة في التسلل انطلاقاً من فرنسا نحو بريطانيا أو بلجيكا أو إسبانيا؛ طرق بحسب إفادة المتسللين الذين تم ضبطهم خلال الشهر الماضي تعني المقامرة بالحياة، مغامرة نسبة النجاة منها ضئيلة، وهي الاختباء في طرود البضائع داخل شاحنات نقل الخضر والفاكهة «المبردات»، وفجّرت هذه القضية العثور على جثث 39 مهاجراً آسيوياً في بريطانيا يوم 2 نوفمبر الماضي، حيث كشفت هذه القضية أغرب وسيلة تهريب يتبعها المهاجرون منذ يونيو 2019، كانت لا تخطر على بال الشرطة أبداً.

وأضاف إدوارد، بعد انطلاق الحملة يوم 5 نوفمبر الماضي: تم ضبط 306 أشخاص، منهم 121 مهاجراً غير شرعي، و185 مهرباً ووسيطاً أغلبهم من جنسية فرنسية، وأقر هؤلاء خلال إفادتهم أمام الشرطة بأن عملية تهريب المهاجر غير الشرعي من فرنسا إلى إسبانيا أو بلجيكا أو أوروبا عبر شاحنات نقل البضائع أو المبردات تتم مقابل 5 آلاف يورو للفرد، ويتم عن طريق وضع المهاجر في صندوق بضائع وغلقه جيداً، ووضع الصندوق بين صناديق البضائع، ويتم تزويد الشاحنة بأكسجين إضافي عن طريق أسطوانات خاصة، كالتي تستخدم في رياضة الغطس، وفيما يخص قضية الـ39 مهاجراً فيتنامياً الذين لقوا حتفهم خنقاً داخل شاحنة وعثر عليهم في بريطانيا، فقد توفوا خنقاً نتيجة عطل في أنابيب الأكسجين الإضافية.

إفادة كاشفة

واختتم المسؤول الأمني بالتأكيد، على أن إفادة المهاجرين الذين تم ضبطهم خلال محاولتهم التسلل إلى بريطانيا كانت غريبة بالنسبة لنا، حيث أكدوا جميعاً أن الأمر بالنسبة لهم «مقامرة بالحياة من أجل الحياة»، مغامرة نحو ما يظنون أنه حياة أفضل، في بريطانيا يظنون أن الحياة أفضل، ومعلوماتهم أغلبها خاطئة ويتناقلونها فيما بينهم مع كثير من التضخيم ووفق تصورات خاطئة، فتكون النتيجة حماسة زائفة تدفعهم للمقامرة بالحياة مقابل وهم، والدليل أننا اعتقلنا مهاجرين عائدين من بريطانيا بعد أن اصطدموا بالواقع هناك واكتشفوا أن الحياة في لندن كما باريس، تحتاج تقنين الأوضاع القانونية لأنها متشابهة في جميع دول أوروبا.

Email