كارلوس غصن ولغز صندوق الفرقة الموسيقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«كارلوس غصن في لبنان، بعد هروبه من اليابان». خبر قفز إلى واجهة الأحداث منذ ليل الثلاثاء الفائت، ولا يزال يشغل الرأي العام اللبناني، كما العالمي، في حين أكد الرئيس السابق لتحالف رينو- نيسان أنّه موجود في لبنان، بعدما غادر اليابان.

حيث كان يخضع لإقامة جبريّة بعد اتهامه بمخالفات مالية. وفي بيان له، قال غصن: «أنا الآن في لبنان. لم أعد رهينة نظام قضائي ياباني متحيّز، حيث يتمّ افتراض الذنْب»، مؤكداً: «لم أهرب من العدالة، لقد حرّرت نفسي من الظلم والاضطهاد السياسي، ويمكنني أخيراً التواصل بحرية مع وسائل الإعلام، وهو ما سأقوم به بدءاً من الأسبوع المقبل».

ولم يشغل وصول غصن إلى بيروت ناشطي مواقع التواصل، بقدر ما أذهلتهم طريقة وصوله. وصفه البعض بـ«جيمس بوند».

فيما شكّك كثيرون بالحادثة، على ضوء تضارب الروايات. وغصن، الذي تحاكمه اليابان بتهم متعلقة بالفساد، يحيط الغموض بطريقة فراره من اليابان، فهو وصل إلى إسطنبول بطريقة ملتبسة، فيما وصل إلى بيروت على متن طائرة خاصة. إلا أنّ اللغز الأكبر لا يزال يكمن في عدم وجود بيانات هجرة تظهِر مغادرة غصن من اليابان، على الرغم من أنّه دخل لبنان بجواز سفر فرنسي.

لا تسليم

وبعدما انتهت قصّة غصن في اليابان، بهروبه إلى مطار بيروت في 31 من الشهر الفائت، على متن طائرة خاصة مستخدماً بطاقة الهوية اللبنانية وجواز سفر فرنسياً، تبلّغ لبنان من الإنتربول الدولي، أمس، «النشرة الحمراء» حول ملفّه، وتسلّمتها النيابة العامة التمييزية.

وذلك بحسب ما أعلن وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال ألبرت سرحان، الذي أوضح أنّ «وزارتَي الخارجية والعدل واكبتا ملفّ غصن منذ بداياته»، وأشار إلى أنّه، وفي غياب وجود اتفاقية استرداد بين الدولتين اللبنانية واليابانية، وفي إطار مبدأ المعاملة بالمثل، «سوف نطبق إجراءات القوانين الداخلية اللبنانية».

علماً أنّ «النشرة الحمراء» ليست مذكرة توقيف دولية، بل هي بمثابة إخطار دولي بالأشخاص المطلوبين.

وعن إمكانية استعادة اليابان لغصن، أشارت مصادر قضائيّة لـ«البيان» إلى أنّ أيّ دولة لا تسلّم متهماً من رعاياها، ولهذا السبب أتى غصن إلى لبنان، لافتةً إلى أنّ ما ستقوم به اليابان هو مطالبة لبنان باستعادة غصن، ويمكن للبنان أن يردّ بطلب مفاده ضرورة إرسال مستنداتهم ليصار إلى محاكمة غصن في لبنان.

تفاصيل وأسباب

وفي سياق ما جرى، تردّدت معلومات مفادها أنّ غصن دخل إلى لبنان بطريقة شرعيّة، وبجواز سفر فرنسي، عبر مطار بيروت، من دون أن يساعده أيّ فريق أو أيّ جهاز في الداخل اللبناني.

لأن لا حاجة لذلك، سيّما وأنّه غير مطلوب من القضاء اللبناني أو من الإنتربول. وهذا ما أكّده الأمن العام اللبناني، الذي أشار في بيان إلى أنّ «المواطن المذكور دخل إلى لبنان بصورة شرعيّة، ولا توجد أيّة تدابير تستدعي أخذ إجراءات بحقّه أو تعرّضه للملاحقة القانونيّة».

كما تردّد أنّ غصن دخل إلى لبنان بعد عملية نفّذتها مجموعة «بارا عسكريّة»، تزامناً مع وجود زوجته في الولايات المتحدة، إذ دخلت الفرقة إلى منزله في اليابان تحت غطاء فرقة موسيقيّة لعشاء ميلادي، ثم عادت وخرجت بعد انقضاء الوقت المنطقي للحفلة. لم تعلم حينها السلطات اليابانية أن كارلوس غصن اختبأ في أحد الصناديق المخصّصة لنقل الآلات الموسيقية، ثمّ غادر البلاد عبر مطار محلّي.

إلا أنّ مصادر مطلعة أكدت لـ«البيان» أنّ رواية خروج غصن من اليابان في أحد صناديق الآلات الموسيقيّة لا يمكن أن تكون دقيقة إلا إذا كان ثمّة خطأ أو تغاضٍ عنه في مطار اليابان.

Email