ضغوط دولية على البرازيل لاحتوائها وتظاهرات تجتاح العالم

حرائق غابات الأمازون تهدد الكوكب

النيران تلتهم مساحات شاسعة من غابات الأمازون | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

نبهت وزيرة البيئة البرازيلية السابقة، مارينا سيلفا، إلى أن الوضع في غابات الأمازون التي تدفع فاتورة باهظة جراء الحرائق وقطع الأشجار بات «خارجاً عن السيطرة».

واتهمت سيلفا، حكومة الرئيس جايير بولسونارو بإتاحة المجال أمام «سلوكيات جنونية» تضر بنظام بيئي حيوي للكوكب، حيث تحدث المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء عن اشتعال 2500 بؤرة حريق جديدة في البرازيل خلال 48 ساعة. بينما اجتاحت العالم تظاهرات احتجاجاً على التراخي الحكومي في مواجهة الحرائق.

وكشفت وسائل إعلام برازيلية أن الدخان الأسود الناجم عن حرائق غابات الأمازون أدخل مدينة ساو باولو، إحدى أكبر مدن البلاد، في ظلام، وأنّ مناطق في ولاية ماتو جروسو وبارانا اجتاحها ظلام سببه دخان النيران المستعرة. ونقلت الرياح القوية الدخان الناجم عن حرائق الغابات على مسافة بلغت حوالي 1700 ميل.

وأكدت سيلفا على هامش زيارتها للعاصمة الكولومبية بوغوتا، أن البرازيل تتمتع بالمعارف والتكنولوجيا اللازمة للسيطرة على الحرائق، التي تلتهم مساحات شاسعة من الأمازون بفعل ما اعتبرته إهمال فريق الرئيس اليميني المتطرف المشكك بواقع التغير المناخي.

ووجهت انتقادات لاذعة للرئيس البرازيلي معتبرة أن ما يحصل في غابات الأمازون التي تقع 60 % من مساحتها في البرازيل، يشكل «جريمة ضد الإنسانية». ودعت سيلفا إلى اعتماد مبدأ حماية الطبيعة موجباً أخلاقياً بمعزل عن المواقف السياسية.

بدورها، قالت عالمة الاحياء مارتا ماركوندس «لم أرَ يوماً مثل هذا الوضع. انها مرحلة مأساوية» وذلك لدى تحليلها آثار المطر الذي تساقط على ساو باولو في 19 أغسطس الجاري عندما هبط الليل قبل أوانه.

وتفاجأت الولاية الأكثر اكتظاظاً في البرازيل الواقعة في جنوب شرق البلاد الاثنين الماضي بظلام مبكر وبتساقط أمطار رمادية على بعض المناطق.

تحاليل

وذكرت ماركوندس الأخصائية في الموارد المائية وتلوث المياه أن التحاليل كشفت «كمية كبيرة من الجزيئات الصغيرة» أعلى من المعدل المسجل في مثل هذه الحالات أي هطول أمطار بعد جفاف لأيام.

في هذه الأجواء، دعت الأمم المتحدة وفرنسا بإلحاح الرئيس البرازيلي إلى التحرك لحماية غابات الأمازون التي تنتشر الحرائق فيها بسرعة بينما تتزايد الدعوات إلى إنقاذ «رئة الأرض». واتهم بولسونارو الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالعمل «بعقلية استعمارية»، بعدما أكد الأخير أنه سيبحث مع قادة مجموعة السبع في قمتهم في بياريتس قضية حرائق الغابات في الأمازون.

وفي تغريدتين متتاليتين، اتهم بولسونارو ماكرون «بتحويل قضية داخلية في البرازيل وأربع دول أخرى في الأمازون إلى أداة لتحقيق مكاسب سياسية شخصية بأسلوب مشوق لا يساهم في حل المشكلة».

قمة

وبعدما أكد أن «الحكومة البرازيلية منفتحة على الحوار استناداً إلى وقائع موضوعية والاحترام المتبادل»، قال الرئيس البرازيلي إن «اقتراح ماكرون بأن تتم مناقشة قضية الأمازون خلال قمة مجموعة السبع من دون مشاركة دول المنطقة ينم عن عقلية استعمارية لا مكان لها في القرن الـ21».

وأطلق الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس عبر موقع «تويتر»، حملة النداءات لإنقاذ الأمازون، معبراً عن «القلق العميق» من الحرائق في أكبر غابة استوائية في العالم. وبعيد ذلك، أعلن ماكرون أنّ الحرائق في الأمازون تمثّل «أزمة دولية»، ودعا إلى مناقشة «هذه المسألة الملحة» بين أعضاء مجموعة السبع خلال القمة في بياريتس اليوم السبت.

ورد ماكرون على تصريحات بولسونارو، قائلاً إن الأخير «كذب» بشأن موقف بلاده من التغير المناخي. وجاء في بيان للإليزيه: «في ضوء موقف البرازيل في الأسابيع الأخيرة، فليس بمقدور رئيس الجمهورية إلا أن يعتبر أن بولسونارو كذب عليه خلال قمة مجموعة الـ20 الأخيرة في أوساكا».

وأضاف البيان أن «بولسونارو قرر عدم احترام التزاماته المناخية»، مشيرة إلى أنه «في هذه الظروف، فإن فرنسا تعارض اتفاق مركوسور بصيغته الحالية». وكتب ماكرون في تغريدة «بيتنا يحترق، فعلياً. غابات الأمازون المطرية، الرئة التي تنتج 20 % من الأوكسيجين على كوكبنا تحترق».

وأضاف «انها أزمة دولية» داعياً الدول الأعضاء في مجموعة السبع، إلى «مناقشة هذه القضية الطارئة الملحة». من جهتها، اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وكذلك رئيس وزراء كندا جاستين ترودو أنه بات من الواجب التباحث بشأن الحرائق الواسعة خلال قمة بياريتس.

وفي السياق ذاته، قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن بريطانيا تشعر بقلق شديد بشأن حرائق غابات الأمازون وإن جونسون سيستغل قمة مجموعة السبع للدعوة من أجل تجديد التركيز على حماية الطبيعة.

Email