التسامح يضفي البهجة على مسلمي فرنسا

العيد في مونت لاجولي الفرنسية | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لتكبيرات العيد سحرها في فرنسا، فهي إعلان عن فرحة وبهجة للكبار والصغار، للمسلمين والمسيحيين، مهاجرين ومواطنين فرنسيين، عيد الأضحى في جميع المدن الفرنسية تكمن سر بهجته في المساجد صباح العيد.

حيث يلتقي الأهل والأصدقاء والجيران، يصلون العيد ويتبادلون التهاني، ويذبحون الأضاحي لتبدأ الاحتفالات بإعداد ما لذ وطاب، ودعوة الأصدقاء «مسلمين ومسيحيين، مهاجرين ومواطنين» للموائد العامرة، في جو تعايش وتسامح واندماج.

تقول لطيفة الصيفي، جزائرية مقيمة في فرنسا لـ«البيان»، العيد في فرنسا أو في أوروبا عموماً يختلف عنه في الجزائر أو الدول الإسلامية.

هنا نخلق عيدنا بأنفسنا وننسج بهجتنا بالتلاحم والتآخي والتجمع معاً «فرنسيون ومهاجرون»، فهم ينتظرون العيد مثلنا ليأكلوا معنا الأطباق المغاربية مثل «الكسكس، والرفيسة، والطواجن»، حيث نعدها ونرسلها إليهم حسب ما اعتدنا منذ سنوات، فيشاركونا البهجة، كما نتبادل الزيارات معاً مسلمين ومسيحيين، للاحتفال بالعيد، الذي أصبح عيداً لأغلب الناس في فرنسا حتى لغير المسلمين.

ويضيف عبدو نياسي، فرنسي من أصول سنغالية، العيد الأضحى فرصة للتقارب فيما بيننا نحن المسلمين في فرنسا، حيث تُنسج أغلب علاقات الصداقة في صلاة العيد وخلال ذبح الأضاحي، وتستمر هذه الصداقة فيما بعد، حيث نحتاج هنا في فرنسا للأهل والعزوة، نحتاج للتلاحم والتآخي، إنها سعادة ننتظرها من العام للعام. وأكد طلحة سعد، فرنسي من أصول سودانية:

المسلمون في فرنسا أسرة، والمسجد بيتنا الكبير، هو الجامع للعبادة والسعادة والاحتفال والبهجة، وفي عيد الأضحى يكون أم الأعياد وأكبر المناسبات، نشم في بسمة بعضنا روح الوطن، ونحتضن ذكرياتنا مع تهانينا لبعضنا، ونتخالط العادات والتقاليد في الاحتفال.

وفي الموائد ومع الجيران، نعيش أخوة، يساعدنا الفرنسيون كثيراً ليمر يوم العيد بشكل جيد، أنا أعمل في شركة خاصة منحني مديري يومين عطلة مدفوعة الأجر لكي أحتفل بالعيد، إجازة استثنائية لي وللمسلمين معي في العمل.

وهناك كثيرون من أصحاب الأعمال يفعلون هذا، بفضل جهود الدول الإسلامية الكبرى مثل الإمارات والسعودية الذين بذلوا جهداً كبيراً لنشر روح التسامح والتعايش والتآخي، فضاعفوا فرحتنا وعززوا أحاسيس الأمان وكسروا وحشة الغربة والبعد عن الأهل والوطن.

استعدادات استثنائية

وعن الاستعدادات والتجهيزات، يقول السعيد بنعراب، رئيس رابطة التجمع الإسلامي بمدينة «مونت لاجولي» الفرنسية – 48 كم شرق باريس-، أن الحكومة خصصت 33 ساحة صلاة لاستقبال قرابة الـ13 مليون مسلم يقيمون في فرنسا على مستوى أنحاء الجمهورية، كما خصصت المجازر الآلية المتنقلة، كما منحت الإدارات والمؤسسات الحكومية بشكل ودي عطلات للمسلمين لمدة يومين، حيث لا يمنح إجازة للمسلمين في فرنسا بشكل رسمي، لكن تتم بشكل ودي، وتكون أكثر على مستوى القطاع الخاص.

إشادة بالإمارات

أشاد عدد من مسلمي فرنسا، خلال التهاني والاحتفالات بعيد الأضحى، بالمبادرات الإماراتية والسعودية لنشر التسامح في العالم، والذي انعكس إيجاباً على المسلمين في فرنسا. وقال مسلمون فرنسيون لـ«البيان» إن زيادة تقبل المسلمين في المجتمع الفرنسي والأوروبي عموماً، ساهمت فيه جهود الدول الإسلامية الكبرى الغيورة على الإسلام مثل الإمارات عاصمة التسامح، التي ساهمت بشكل مباشر ورئيس في نشر روح التسامح وتصحيح المفاهيم حول الإسلام ومحاربة الإسلاموفوبيا.

Email