دبلوماسي روسي سابق لـ«البيان»: تصريحات أردوغان بشأن القرم محاولة لمغازلة واشنطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تصريح سبب استياءً، ويرى فيه مراقبون روس أنه لم يكن موفقاً من حيث المناسبة والتوقيت، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدم اعتراف بلاده بانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا.

تصريح أردوغان جاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أنقرة، أكد فيه أن «تركيا تدعم استقلال أوكرانيا»، ومتعهداً بأنه سيحمي حقوق سكان القرم وهويتهم القومية. كما أعاد التأكيد بأن «بلاده لم ولن تعترف بضم القرم»، واصفاً إياه بـ«غير شرعي».

وقال الدبلوماسي الروسي السابق والخبير في شؤون الشرق الأوسط فياتشيسلاف ماتوزوف لـ«البيان»، إن موقف أردوغان ليس مفاجئاً، بسبب ما عرف عن الرجل بمواقفه «الانتهازية والمتقلبة، وبعقلية الاستثمار التي تتحكم بقراراته وسياساته في كل شيء، ولو تطلب ذلك الإخلال بالتعهدات والالتزامات».

ورأى في كلام الرئيس التركي إشارة غير ودية وتفتقر إلى دبلوماسية «الحذر الإيجابي»،إذ إن موقف تركيا من نتائج الاستفتاء على مصير شبه جزيرة القرم، كان واضحاً من البداية، لجهة معارضة انضمام القرم إلى روسيا، وكان بإمكانه تجنب الإشارة إلى موضوع يثير حساسية بديهية من قبل الكرملين.

وأضاف أن أردوغان، رغم ذلك، لم يكن مجبراً على التطرق إلى هذا الملف، لا سيما مع فترة «الدفء» النسبية التي تمر بها العلاقات الروسية - التركية، لا سيما بعد وصول منظومة إس-400 إلى تركيا، وما بدا تقارباً، وإن هشاً، بين موسكو وأنقرة في مقاربة الأزمة السورية خلال مخرجات جولة أستانا 13 الأخيرة، وحديث عن بوادر حديث تفاهمات، تمهيد لحسم ملف اللجنة الدستورية.

ونبه ماتوزوف إلى أن روسيا تدرك بأن صفقة شراء تركيا لمنظومة إس- 400 مناورة جاءت في سياق المشاكسة مع واشنطن، بسبب دعمها للموقف الكردي من التطورات في سوريا، والتي تتعارض مع المصالح التركية.

أما تصريحاته أردوغان بخصوص شبه جزيرة القرم، يتابع ماتوزف- فإنها أشبه بمحاولة مغازلة واشنطن، وضرب عصفورين بحجر واحد فمن جهة يدعم موقف الإدارة الأمريكية من ملف القرم، وما تبعه من عقوبات قاسية ضد روسيا، ومن جهة أخرى، يقدم شكراً للبيت الأبيض، عبر هذا التصريح، على توصله إلى تفاهمات مع تركيا بخصوص ما يسمى بالمنطقة الآمنة في سوريا. وختم قائلاً إن الموقف التركي من قضية القرم لن يقدم ولن يؤخر في أن هذه المنطقة أصبحت جزءاً من روسيا.

Email