خبراء أوروبيون لـ«البيان »: طهران تراوغ لكسب الوقت

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وصف سياسيون وخبراء أوروبيون بدء إيران في تنفيذ تهديدها بتقليص التزاماتها بالاتفاق النووي المبرم مع القوى الدولية عام 2015، بالتحدي السافر للمجتمع الدولي.

مؤكدين لـ«البيان» أن الخطوة في هذا الوقت تحديداً مغامرة خطيرة يجب أن تُقابل بحزم من جانب الدول الأطراف في الاتفاقية، وعدم منح طهران الوقت المطلوب الذي تسعى بأسلوب الخداع والمماطلة لكسبه ـ شهران ـ ليضع النظام الإيراني كعادته المجتمع الدولي أمام الأمر الواقع.

مراوغة واضحة

وقالت لويزا كورنيت، المستشارة في الهيئة الوطنية للطاقة الذرية بفرنسا لـ«البيان»، إن إيران تعتمد على منشأتين «نطنز، وفوردو» لتخصيب اليورانيوم «منخفض التخصيب» التي تحتوي على U235 بنسبة تتراوح بين 3 و4 في المئة، وتستطيع طهران وفق تصريحات المسؤولين مؤخراً، إنتاج أكثر قنابل نووية في غضون شهور، في حالة كثفت من عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة.

وأضافت: نلاحظ من تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين، أن النظام الإيراني ينوي تقليص التزاماته في الاتفاق النووي كل 60 يوماً، وهي خطة زمنية تعني أن طهران كانت تنوي من قبل المضي في طريق صناعة القنبلة النووية، وأن الاتفاقية المبرمة عام 2015 «5+1» مجرد مناورة لكسب الوقت، استفادت إيران منها بشكل كبير، ومازالت تكسب الوقت وتراوغ وتتلاعب بالجميع.

تحدٍ سافر

وأوضح فريدرس فون، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالحزب الاشتراكي الألماني، أن النظام الإيراني تمادى في تحدي المجتمع الدولي وانتهاك الاتفاق المبرم عام 2015 مع «روسيا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا»، دون احترام الطرق القانونية التي نص عليها الاتفاق في حالة النزاع، فأقدم النظام الإيراني منذ مطلع مايو الماضي، على وقف بيع الماء الثقيل واليورانيوم المخصب.

وبدأت إيران في تخزينه حتى الآن، وهو انتهاك للاتفاقية لا تبرره تصريحات النظام الإيراني بأنه رداً على العقوبات الأمريكية، بل وبعد هذا القرار بحوالي أسبوعين أعلن النظام الإيراني زيادة إنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب بأربعة أضعاف الحد المنصوص عليه في الاتفاقية.

وأمام صمت المجتمع الدولي والدول الأعضاء في الاتفاقية تمادى النظام الإيراني في التحدي ليعلن رفع سقف مخزون البلاد من اليورانيوم المنخفض التخصيب فوق مستوى 300، ومازالت القوى الغربية والدولية تنتظر وتفاوض، وهذا أمر «عبثي» في الحقيقة، فإيران لم تلجأ حتى لتفعيل آلية النزاع الواردة في الاتفاق النووي، بل قامت بخرقه مباشرة ودون الرجوع للدول الأعضاء في الاتفاقية.

مواجهة مطلوبة

اختتم أدين كاراسكو، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي البلجيكي والمستشار بوزارة الخارجية البلجيكية سابقاً، بأن الدول الأعضاء في الاتفاقية «5+1» مطالبون فوراً بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران مرة أخرى، كون هذه الضمانة الوحيدة لوقف مساعي إيران لتصنيع القنبلة النووية ووضع المجتمع الدولي أمام الأمر الواقع، خاصة أن طهران لا تحتاج أكثر من 90 يوماً لتدبير كمية اليورانيوم العالي التخصيب المطلوب لتصنيع القنبلة النووية.

وربما أقل من ذلك، لهذا فإن حتى آلية فض النزاع المنصوص عليها في الاتفاقية «5+1» غير ناجعة الآن كونها سوف تمنح طهران الوقت المطلوب لوضع المجتمع الدولي أمام الأمر الواقع، حيث يستغرق الأمر وفق نصوص الاتفاق حوالي شهرين ونصف من البحث وعمل اللجان المشتركة وإخطار مجلس الأمن وبحث الشكوى والتصويت، وهو ما يعلمه النظام الإيراني جيداً، ويلعب عليه ومن ثم فإن سير الدول الأعضاء في الاتفاق في هذا الطريق خطأ كبير.

Email