عملية «جبل طارق» تحبط مخططات تهريب النفط الإيراني

أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت عملية اعتراض بريطانية في مضيق جبل طارق، في البحر المتوسط، لسفينة تنقل نفطاً خاماً إلى سوريا، عن إحدى أساليب إيران في تهريب نفطها.

وأعلن رئيس حكومة منطقة جبل طارق البريطانية فابيان بيكاردو أنه تم اعتراض ناقلة نفط عملاقة يشتبه بنقلها نفطاً خاماً إلى سوريا رغم عقوبات الاتحاد الأوروبي. ولم تحدد السلطات مصدر النفط، لكن النشرة المتخصصة في النقل البحري «لويد ليست» ذكرت أن ناقلة النفط ترفع علم بنما وتنقل نفطاً إيرانياً. وتم احتجاز الناقلة (غريس 1) في المنطقة التابعة لبريطانيا عند مدخل البحر المتوسط بعد أن أبحرت حول أفريقيا قادمة من الشرق الأوسط.

وتشير بيانات للشحن وفق وكالة رويترز أنه جرى تحميل الناقلة بنفط إيراني قبالة السواحل الإيرانية على الرغم من أن وثائقها تقول إن النفط مصدره العراق. ولم تشر سلطات جبل طارق إلى مصدر النفط عندما احتجزت الناقلة بموجب عقوبات أوروبية مفروضة على سوريا منذ سنوات.

لكن احتمال أن يكون مصدر تلك الشحنة هو إيران يشير إلى رابط بين الاحتجاز وجهود أمريكية حثيثة لوقف كل مبيعات الخام الإيراني عالمياً.

وقالت حكومة جبل طارق في بيان إن لديها أسباباً وجيهة تدعوها للاعتقاد بأن الناقلة (غريس 1) تحمل شحنة من النفط الخام إلى مصفاة بانياس في سوريا.

وقال رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو: «تلك المصفاة مملوكة لكيان خاضع لعقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا». وأضاف: «بموافقة مني، سعت هيئة الميناء وسلطات إنفاذ القانون لإشراك مشاة البحرية الملكية في تنفيذ هذه العملية». ورحب متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بخطوة حكومة جبل طارق، على الرغم من أن الواقعة قد تشير إلى بعض التوتر في داخل أوروبا.

وتحظر أوروبا شحنات النفط إلى سوريا منذ عام 2011 لكنها لم تحتجز من قبل ناقلة في البحر بموجب تلك العقوبات.

وأكدت الخارجية البريطانية استدعاء سفيرها لدى طهران بسبب احتجاز ناقلة النفط. وقال ناطق باسم الخارجية إن السفير سيؤكد دعم بريطانيا لاحتجاز جبل طارق للناقلة المتورطة في نقل نفط إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي.

بدوره، أعلن وزير الخارجية الإسباني جوسيب بوريل أن الولايات المتحدة طلبت اعتراض ناقلة النفط.

وقال الوزير الإسباني: «نحن بصدد درس الظروف التي رافقت هذه المسألة، لقد كان هناك طلب وجهته الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة» لاعتراض ناقلة النفط.

آلية أوروبية

في الأثناء، قال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير إنه يأمل بأن تستكمل آلية تجارية خاصة جرى إنشاؤها مع إيران أول معاملة محدودة في الأيام المقبلة.

وإنستكس التي أنشأتها فرنسا وبريطانيا وألمانيا هي آلية مقايضة تهدف إلى تفادي التحويلات المالية المباشرة.

وقال لو مير للصحافيين خلال اجتماع في بولندا: «نريد أن تدخل إنستكس حيز النفاذ في غضون أيام قليلة، ونأمل بأن يكون بمقدورنا تشغيلها خلال أيام.. آمل بأن يتم استكمال أول معاملة في غضون أيام قليلة». وأضاف الوزير الفرنسي: «أول معاملة ستكون محدودة لكن هذه نقطة بداية، ونتوقع أن تكون إنستكس أداة فعالة».

قلق كويتي وبريطاني

قال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله إن التصعيد الذي تشهده منطقة الخليج العربي يشكل مصدر قلق للكويت وللمملكة المتحدة.

جاء ذلك في تصريح أدلى به الجارالله لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عقب جلسة المباحثات التي عقدها في لندن مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أندرو موريسون.

وأشاد الجارالله في هذا الصدد بالزيارة التي قام بها وزير الدولة البريطاني موريسون إلى طهران أخيراً والتي كانت تهدف إلى تخفيف حدة التوتر والتصعيد «في هذه المنطقة المهمة من العالم». وأكد دعم الكويت لجهود بريطانيا في هذا الاتجاه، معرباً عن أمله بأن تسهم الجهود الدولية في النأي بمنطقة الخليج عن أي صراعات تهدد السلم والأمن الدوليين.

من جانبه أكد موريسون في تصريح مماثل التزام المملكة المتحدة بأمن منطقة الخليج لاسيما في ظل التوتر الذي تشهده حالياً. واعتبر أن مذكرة التعاون في مجال التدريب العسكري الموقعة اليوم بين الكويت وبريطانيا تدخل ضمن المساعي الشاملة لضمان أمن المنطقة بشكل عام.

Email