قيادة بريطانيا المقبلة مهمتها إنقاذ الديمقراطية وبريكست معاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

«ماذا بعد؟»، سؤال يخيّم على أوروبا عموماً، وبريطانيا تحديداً بعد أن فرضت تداعيات استقالة رئيسة وزرائها تيريزا ماي نفسها على المشهد السياسي.

وفي جلسة تقييم للوضع الحالي أجاب المدير السابق ونائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون ماكلوغلين عن عدد من التساؤلات في حديث لمجلة «أو زي» الإعلامية الإلكترونية الأمريكية، التي عنونت أبرز ما قاله بمقال يحمل عنوان «لا بد لقائد بريطانيا المقبل أن ينقذ البريكست والديمقراطية معاً».

ويقرّ ماكلوغلين أن البلاد تعيش واحدةً من الحالات كثيرة التعقيد التي يصعب شرح مضاعفاتها بينما لا تزال غارقةً فيها.

ويعتبر أن سلسلة من الأمور التي بدأت بالفوز الهش عام 2016 لمؤيدي البريكست، مروراً بمحاولات ماي التوصل لحلّ يرضي الطرفين، المؤيد والرافض لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وصولاً للتسويات والمساومات والتغييرات الكثيرة التي أفقدتها الكثير من الأصوات هو ما أوصل للأزمة.

ويرى ماكلوغلين أن الخطوة اللاحقة ستتمثل باختيار حزب المحافظين قائداً جديداً في ظل إعلان ثمانية رسمياً الترشح للمنصب وترجيح المراقبين لكفّة بوريس جونسون، عمدة لندن السابق ورئيس الخارجية البريطانية الأسبق، علماً أنه قد صرّخ مؤخراً بأنه قد ينفصل عن الاتحاد «باتفاق أو دونه».

وكان موقع «ميش توكس» المتخصص بالدراسات التحليلية قد فصّل في إحدى مقالاته بعنوان «من سيخلف تيريزا ماي؟ ثمانية مرشحين يخوضون السباق المحتشد» توجهات كلّ من هؤلاء، مشيراً إلى أن بوريس جونسون يتخذ موقع الأوفر حظاً. أما المرشح دومينيك راب المحامي السابق والمؤيد الشرس لبريكسيت فكان من مطالبي انسحاب بريطانيا قبل التصويت، لكنه استقال من حكومة ماي اعتراضاً على الاتفاق الذي أشار بأن ضميره لا يسمح له بتأييده.

ووصف الموقع المرشح جيريمي هانت ووزير الخارجية الأسبق بأنه غير قادر على تنفيذ بريكسيت. إلا أنه لم يمنح ثقته للمرشح روري ستيوارت وزير التنمية الدولية المؤيد السابق لعدم الانسحاب. أما أندريا ليدسوم، زعيمة الأغلبية في مجلس العموم فهي في عداد المستقيلين الذي لم يبدوا استعداداً لتأييد مساعي ماي الأخيرة، تماماً كإستر ماكفاي، وزيرة العمل ومعاشات التقاعد وخلافاً لمات هانكوك وزير الصحة الذي أيّد بقوة اتفاق ماي.

وعن إمكانية أن يفلح أحد هؤلاء حيث فشلت ماي يشبّه ماكلوغلين الأمر بنظام الرعاية الصحية في أمريكا، حيث يسهل وضع رؤية جذابة والاصطدام عند التنفيذ بوقائع معينة وتعقيدات ومصالح خاصة، ويقول «إن جونسون أو أياً كان الفائز سيتعلم عن بريكسيت أشياء تتضمن جرعات أكبر من الحقيقة تفوق كل ما يمكن للمحتجين استيعابه».

ويضيف بأن القائد الجديد إذا عجز عن كسر حالة التأزم فإنه سينقاد نحو استفتاء جديد.

أما عن موقع بريطانيا اليوم على خارطة الأحداث العالمية، فيعتبر ماكلوغلين أنه بحكم الدور الذي تلعبه لندن عالمياً، فإن هذا المستوى من الفوضى والارتباك والتخبط السياسي لا ينعكس بصورة جيدة على ما أسماه «ماركة» الديمقراطية.

ويقول «إن جوهر الديمقراطية الناجحة يكمن في القدرة على المساومة، ويبدو أن كلتا العاصمتين قد فقدتا ذلك. ولا يسع المرء إلا أن يأمل بأن يتمكن رئيس الوزراء المقبل والبرلمان من رؤية الصورة الأشمل والمسؤولية الأكبر، سواء تمخضت النتيجة النهائية عن بقاء بريطانيا داخل الاتحاد أو خارجه».

Email