دياز كانيل..الرئيس الذي غير وجه كوبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع افتقاره للشخصية الآسرة والمؤهلات الثورية التي تميز بها الأخوان كاسترو، يحتاج الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل إلى كل أساليب التخفي والشهرة الشعبية التي يمكنه إتقانها، لمواجهة التحديات التي يحتمل أن تواجهها هذه الجزيرة الاشتراكية حيث باشر مند توليه الرئاسة قبل سنة اصلاحات عميقة غيرت وجه كوبا.

 كانيل قام بتشكيل روابط قوية مع عائلة كاسترو خلال فترة خدمته العسكرية، حيث كان في بعض الأحيان يجري تكليفه بحماية كل من فيدل وراؤول. وقد فرض نفسه تدريجياً إلى جانب راؤول كاسترو بعدما تسلق في الظل مراتب السلطة. ومفتاح نجاح الأخير هو شعبيته الكبيرة التي اكتسبها في كوبا.

ويمثل كانيل الرجل التكنوقراطي للحزب برغم أنه لم يكن معروفًا للجمهور قبل توليه الرئاسة.  نجح في تحقيق اصلاحات كبيرة في ظرف سنة غيرت وجه كوبا ، وتوقع خبراء السياسة أن يتابع الإصلاح الحذر للسياسات الاقتصادية لأسلافه، مع الحفاظ على الهيكل الاجتماعي للبلاد.  

وقد استقبل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بعد يومين فقط من تنصيبه. والتقى مادورو مرة أخرى في مايو عام 2018 في كاراكاس، خلال أول زيارة خارجية رسمية له كرئيس للدولة. وفي أول رحلة سياسية متعددة الجنسيات منذ أن أصبح رئيسًا، توجه كانيل في سبتمبر 2018 إلى الولايات المتحدة، حيث ألقى كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ندد فيها بتشديد الحظر على دولته في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 اجتماعات دبلوماسية

وفي نوفمبر 2018 زار كانيل جميع حلفاء كوبا الأوراسيين. وعقدت اجتماعات دبلوماسية في فرنسا وروسيا وكوريا الشمالية والصين وفيتنام ولاوس. وتوقف في غضون ذلك لفترة قصيرة في بريطانيا، حيث عقد اجتماعًا مع البرلمانيين البريطانيين.

وفي مارس عام 2019، استضاف دياز كانيل وزوجته ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وزوجته كاميلا، دوقة كورنوول في هافانا كأول بريطانيين من العائلة المالكة يزورون الجزيرة.سيرة ذاتية

ولد ميغيل دياز كانيل في 20 أبريل 1960 في مدينة بلاستيا بمقاطعة فيلا كلارا، وأمه هي عايدة بيرموديز، وهي مدرسة، بينما عمل والده ميغيل دياز كانيل، وهو إسباني الأصل، كعامل مصنع ميكانيكي في سانتا كلارا. ووالده إسباني الأصل، وغادر جده الأكبر رامون دياز كانيل كاستروبول، أستورياس إلى هافانا في أواخر القرن التاسع عشر.

تخرج كانيل من الجامعة المركزية في فيلاس عام 1982 كمهندس إلكترونيات وانضم بعد ذلك إلى القوات المسلحة الثورية الكوبية. وابتداءً من أبريل 1985، عمل في حقل التدريس في جامعة ألما ماتر. وفي عام 1987، أكمل مهمة دولية في نيكاراغوا كأمين عام أول للرابطة الشيوعية للشباب في فيلا كلارا.

ولدياز كانيل طفلان من زوجته الأولى مارثا، ويقيم حاليًا مع زوجته الثانية ليس كويستا.

عمله السياسي

في عام 1993، بدأ دياز كانيل العمل مع الحزب الشيوعي الكوبي، وبعد ذلك بعام، انتخب كسكرتير أول للجنة الحزب الإقليمي لمقاطعة فيلا كلارا (وهو منصب يضاهي منصب الحاكم الإقليمي). واكتسب سمعة حسنة لكفاءته في هذا المنصب. وفي عام 2003، تم انتخابه في المنصب نفسه في مقاطعة هولغوين. وفي نفس العام، أختير كعضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي في كوبا. وفي مايو 2009، تم تعيين دياز كانيل وزيراً للتعليم العالي، وهو المنصب الذي شغله حتى 22 مارس 2012، عندما أصبح نائبا لرئيس الوزراء. وفي عام 2013، أصبح أيضًا النائب الأول لرئيس كوبا.

Email