العام البنغالي الجديد.. مناسبة لنشر الفرح وترسيخ التسامح

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعيش بنغلادش، التي يصل تعداد سكانها إلى 180 مليون نسمة، احتفالات العام البنغالي الجديد، إذ تعم البلاد مظاهر الفرح والبهجة، مع حرص البنغاليين على تجميل عيدهم، وجعله يحمل معاني خاصة.

ونزل ملايين البنغاليين إلى الشوارع بثيابهم القشيبة، رجالاً ونساءً وأطفالاً ومسنين، للمشاركة في الاحتفالات التي عمت البلاد، في الشوارع والميادين والساحات العامة والمنتزهات، تعبيراً عن فرحتهم بـ «العيد» الذي يحمل أهمية خاصة للغالبية العظمى من سكان البلاد، إذ يعتبر حدثاً كبيراً، تنظم خلاله «الكرنفالات» والتجمعات الاحتفالية، مع ارتداء اللباس التقليدي (الساري)، الذي يطغى عليه اللون الأحمر والأصفر لكلا الجنسين.

وفضلاً عن ارتداء أجمل الثياب، تقوم النساء بلبس تيجان من أطواق الورد الزاهية، والحلي الفضية والذهبية، والتطيّب والتزيّن بالحناء. كما يحرص الآباء على ابتياع الألعاب الخاصة بالعيد لأطفالهم، ومنها الطبول والأبواق، إلى غير ذلك.

عطلة

وتعلن حكومة دكّا في كل عام، الـ14 من أبريل يوم عطلة وطنية وعيداً رسمياً، لمنح جميع فئات المجتمع، فرصة المشاركة في الاحتفالات والكرنفالات. وتنظّم الحكومة أحد التجمعات المركزية للاحتفال في حديقة بوسط العاصمة، حيث تشارك قوات الشرطة في تأمين وتنظيم الحدث الوطني، وتوزيع الماء والعصائر، ويقف أناس عاديون، تبدو الفرحة على وجوههم وهم يوزعون حلوى العيد والمراوح اليدوية التقليدية على أبواب الحديقة وفي الشوارع، فيما ترسم أخريات رسوماً جميلة على وجوه الصغار والكبار.

وغنت فرقة محلية، الأغاني والأهازيج الخاصة بالعيد، بينما رقص آخرون فرحاً بالعيد. وما يلفت الانتباه هو المشاركة الواسعة من قبل جميع فئات المجتمع وأطيافه وأديانه ومذاهبه، في تعبير عن التنوع وقيمة التعايش والتسامح التي تسود المجتمع، والإيمان الراسخ بثقافة المواطنة قبل أي انتماء آخر.

كرنفال

وخلال مشاركته في الاحتفالات، قال غلام رسول لـ «البيان»، إنه سعيد بوجوده في الكرنفال الذي نظم في وسط العاصمة، دكا، مضيفاً أنه يشارك في الاحتفال، لأنه عيد وطني وتظاهرة ثقافية، توجب على جميع أبناء البلاد المشاركة فيها.

كما قالت الموظفة، جنة الفردوس، إنها حرصت على ارتداء أجمل ثيابها والخروج للمشاركة في الكرنفال، لأنه يوم لبنغلادش كلها، ويحمل معاني كبيرة للجميع، مضيفة، وهي تشير للحشود، كما ترى، فإن المشاركة واسعة، وهذا دليل على الإيمان بالتآخي والمحبة والتعايش بين أبناء بنغلادش، وإعلائهم لمصلحة الوطن.

وبينما كان «توتا» عائداً مع زوجته وطفليه من الاحتفالات، أكد لـ «البيان» أنه يوم سعيد، ولحظات لا تنسى، قضاها برفقة عائلته وأبناء مدينته، مشيراً إلى أنه حرص على شراء ملابس جديدة له ولجميع أفراد أسرته، فهو يوم لبنغلادش، كما قال. أما طفلاه فقد غمرتهما السعادة، وارتسمت على وجوههما البسمة خلال متابعتهما تماثيل عملاقة لطيور وحيوانات وغيرها اخترقت الحشود، فيما تحلّق الفتية حولها ورقصوا فرحاً وغنوا للوطن.

Email