تقارير «البيان»

السوريون وجبة دسمة في الانتخابات البلدية التركية

ت + ت - الحجم الطبيعي

صوّت الأتراك في الانتخابات البلدية، أمس، وسط سباق محموم على زعامة الحكم المحلي في تركيا، إذ تعتبر الانتخابات البلدية من أهم الانتخابات على المستوى المحلي، خصوصاً مع تراجع حزب العدالة والتنمية داخل الأوساط التركية وبينها العاصمة أنقرة.

وظهرت في الأوساط السياسية والإعلامية التركية ظاهرة استخدام اللاجئين السوريين كورقة في هذه الانتخابات التي يصفها المراقبون بالحيوية في ظل الصراع السياسي بين الأحزاب. والمفاجئ، بحسب مراقبين، دخول حزب العدالة والتنمية على الخط عبر رئيس الحكومة السابق بن علي يلدريم المرشح لرئاسة بلدية إسطنبول، أكبر وأهم مدن البلاد.

وأثارت تغريدة على «تويتر» لبن علي يلدريم، استهجان السوريين والأتراك على حد سواء، استهدف من خلالها السوريين الموجودين في إسطنبول على وجه التحديد، الأمر الذي اعتبره مراقبون ماراثوناً خارجاً عن المعتاد في سباق الانتخابات البلدية.

ونشرت صفحة خاصة بـيلدريم معروفة بـــــــ«مكتب اتصالات بن علي يلدريم» تغريدة على تويتر جاء فيها: «في حال زعزع السوريون استقرار أهالي إسطنبول، وتسبّبوا بمشكلات أمنية، وخلخلوا النظام وأثروا بالحياة الطبيعية سلباً، لن يتم السكوت عن ذلك، لا يمكننا التسامح في هذا الصدد على الإطلاق، إذ نرسلهم إلى بلادهم مرة أخرى، لأن الأصل بالنسبة إلينا هو استقرار سكّان إسطنبول».

التغريدة حظيت بردود أفعال واسعة من الأتراك والسوريين على حد سواء، بعد أن بدت ظاهرة استخدام السوريين كورقة في الانتخابات البلدية، وهي مسألة جديدة في مسار الانتخابات التركية.

وقال مغردون سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى متى يستمر استخدام اللاجئين السوريين في ماراثونات الانتخابات الداخلية في دول اللجوء، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة بدأت في أوروبا واليوم يصل مداها إلى تركيا.

وأشار مراقبون للانتخابات التركية، إلى أنّ المسألة السورية حاضرة بقوّة في الانتخابات المحلية، موضحين أنّها وعلى الرغم من أنّها خاصة بالبلديات، إلا أنّها اتخذت صبغة سياسية أكثر منها صبغة خدمية.

التغريدة أثارت ردود فعل قوية لدى بعض الشخصيات السياسية في المعارضة السورية، فيما لاذ الائتلاف الوطني السوري وهيئة التفاوض بالصمت، أما حزب الإخوان فلم يصدر أي رد على هذه التغريدات، التي اعتبرها السوريون إساءة لهم.

وقال رئيس إعلان دمشق سمير نشار، إن صحت هذه الإساءات إلى السوريين في تركيا وخصوصاً في إسطنبول، فإن هذا يتطلب موقفاً من المعارضة السورية، لافتاً إلى أن دخول السوريين في معركة الانتخابات البلدية، مسألة لا تعني السوريين، بل الجانب التركي حصراً وليس للسوريين شأن في هذا الأمر، إلا كونهم ورقة.

وأضاف نشار، على الإخوان في هذه الحالة أن يتخذوا موقفاً، وأن يصدروا بياناً مشابهاً للبيان السابق الذي فوض تركيا، من دون حق، إقامة المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا، متسائلاً هل يفعلها الإخوان!؟

على المستوى التركي، كانت النبرة حادة حيال اللاجئين السوريين، وتجسدت في نبرة عدائية من قبل مرشحة حزب الحركة القومية إيلاي إكسوي، لبلدية الفاتح في قلب إسطنبول، إذ نشرت أكسوي لافتة إعلانية قالت فيها إنها لن تسمح بتسليم منطقة الفاتح للسوريين. يذكر أن ما يقارب 3.5 ملايين سوري يقيمون في تركيا، وتعتبر إسطنبول المدينة الأكثر استيعاباً لهم، فيما تنتشر مخيمات اللجوء في المناطق الجنوبية المحاذية للأراضي السورية.

Email