الإمارات تدعو لاحتواء طموحات إيران الاستراتيجية

مؤتمر وارسو يتعهّد بتشديد العقوبات على طهران

ت + ت - الحجم الطبيعي

شارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في مؤتمر وارسو الذي عُقد على مدار يومين في العاصمة البولندية بهدف البحث في سبل تعزيز السلم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط في المستقبل، وهو المؤتمر الذي دعت له الولايات المتحدة الأمريكية.

وضيّق المؤتمر الخناق على النظام في طهران، حيث شهد أصواتاً متصاعدة تدعو الاتحاد الأوروبي للانسحاب من الاتفاق النووي، فيما تعهّدت واشنطن بتشديد العقوبات على نظام الملالي.

وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال المؤتمر الدور الريادي الذي تقوم به دولة الإمارات من أجل دعم السلم والاستقرار في المنطقة.

وأشار سموه إلى أن دولة الإمارات تعمل جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها في المنطقة لمواجهة التحديات المشتركة وتأمين مستقبل يعمّه الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف سموه أن هناك حاجةً لمزيد من العمل الجماعي لمنع انتشار الصواريخ البالستية والتصدي لخطر الإرهاب، وكذلك من يلجأ إلى استخدام القوى التي تعمل بالوكالة وتنتهج العنف ووقف انتشار هجمات القرصنة على أنظمة الكمبيوتر.

وخلال مناقشاته مع المسؤولين المشاركين في المؤتمر، أشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد إلى أن العقوبات المفروضة على إيران تعتبر خطوة مهمة. وأكد سموه الحاجة للاستمرار في اتخاذ إجراءات وتدابير سياسية لاحتواء طموحات إيران الاستراتيجية، كما سلّط سموه الضوء على التقدم الكبير المحرز في سبيل إلحاق الهزيمة بالجماعات المتطرفة مثل تنظيمي داعش والقاعدة في شبه جزيرة العرب.

وحول الشأن اليمني، أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن الانتهاكات المستمرة لاتفاقية استوكهولم من قبل ميليشيات الحوثي تقوّض التقدم المحرز في سبيل تحقيق السلام، معبراً عن دعم دولة الإمارات لجهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث. كما تطرّق سموه إلى الإسهامات الكبيرة لدولة الإمارات في مجال تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.

وأكد سموه أهمية التعامل مع التحديات التي تواجه اللاجئين جراء الأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط.

وشارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وكذلك جلسة حول تقييم أوضاع منطقة الشرق الأوسط والجهود الدولية المبذولة.

كذلك حضر سموه مأدبة الغداء التي تمت فيها مناقشة كيفية معالجة التحديات والأوضاع الإنسانية، كذلك قضية اللاجئين في المنطقة.

وفي تعليق سموه على الاجتماع، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إن دولة الإمارات حريصة كل الحرص على تعزيز السلم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتدعم على الدوام جهود المجتمع الدولي في هذا الصدد، مشيراً إلى أهمية تضافر الجهود للتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة.

الاتفاق النووي

وحض نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الأوروبيين أمس، على الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، متوعداً طهران بمزيد من العقوبات.

وفي كلمة ألقاها في مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط، وصف بنس إيران بأنها «الخطر الأكبر» في المنطقة، معتبراً أنها تعد «لمحرقة جديدة» بسبب طموحاتها الإقليمية.

واتهم مايك بنس حلفاء واشنطن الأوروبيين بمحاولة إفساد العقوبات الأمريكية على طهران ودعاهم إلى الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني. وقال بنس خلال مؤتمر عن الشرق الأوسط تنظمه الولايات المتحدة في وارسو «بعض شركائنا الأوروبيين الرئيسيين لم يبدوا للأسف أي تعاون، بل قادوا في الحقيقة مساعي وضع آليات لإفساد عقوباتنا». وأضاف، إن آلية وضعها الاتحاد الأوروبي لتسهيل التجارة مع إيران هي «مسعى لكسر العقوبات الأمريكية على النظام الإيراني القاتل».

وقال «إنه إجراء غير حكيم سيؤدي إلى تعزيز (موقع) إيران وإضعاف الاتحاد الأوروبي وإحداث شرخ أكبر بين أوروبا والولايات المتحدة». وأضاف «حان الوقت لينسحب شركاؤنا الأوروبيون من الاتفاق حول النووي الإيراني».

أشد وطأة

وتعهد بنس ممارسة حد أقصى من الضغوط لكنه لم يدع علنا إلى تغيير النظام. وتابع «في وقت يواصل الاقتصاد الإيراني انهياره وينزل الشعب الإيراني إلى الشارع، على الدول التي تدافع عن الحرية أن تتوحد وتحمل النظام الإيراني مسؤولية الشر والعنف اللذين طاولا شعبه والمنطقة والعالم برمته».

ونبه إلى أن العقوبات الأمريكية «ستصبح أشد وطأة» إلا إذا «غيرت إيران سلوكها الخطير والمزعزع للاستقرار».

وأعلن بنس أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحب من اتفاق نووي كارثي أبرم مع إيران. وقال إن العقوبات على إيران هي الأقسى تاريخياً وذلك بسبب سلوكها الخطير.

وأضاف «على الأوروبيين التعاون معنا ومع الشعب الإيراني ضد خطر النظام». وأكد أنه يجب العمل على مواجهة النظام الإيراني ودعم شعبه، وذلك لأن النظام الإيراني نشر الفوضى ويقوم بترويع شعبه. وقال «إيران تسلّح الميليشيات في المنطقة وهي الراعية الأولى للإرهاب في العالم».

وفي الملف السوري قال «مستعدون لردع النظام السوري من استخدام أي سلاح كيماوي». وتابع «سنسعى إلى تحقيق سلام شامل في المنطقة».

وقال «أشرنا إلى عزمنا القضاء بشكل كامل على سيطرة داعش».

حوار صريح

من جهته، دعا وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في كلمته المؤتمرين إلى حوار صريح حول كل الملفات. وقال: «إن إيران تشكل أخطر تهديد في الشرق الأوسط، والعالم لا يستطيع تحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط بدون مواجهة إيران، هذا غير ممكن».

وأكد بومبيو أن مواجهة إيران أمر أساسي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وقال: «لا يمكنك أن تحقق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط دون مواجهة إيران - هذا ليس ممكناً».

وقال: «تأثيرهم (يقصد الإيرانيين) الخبيث في لبنان واليمن وسوريا والعراق، والحاءات الثلاث: حوثيين وحماس وحزب الله، هذه تهديدات حقيقية».

وأضاف: «لا يمكنك تحقيق السلام في الشرق الأوسط من دون التصدي لإيران».

تكثيف الضغط

ويهدف مؤتمر وارسو الذي افتتح أمس إلى تكثيف الضغط على النظام الإيراني. وعلق دبلوماسي أوروبي لم يشأ كشف هويته «نحن جميعاً متفقون على ضرورة زيادة الضغط على إيران في ما يتعلق بالموضوعات المهمة مثل الصواريخ والإرهاب». وتدارك «لكن كل ما يهدف إلى دفع إيران للتصعيد وخصوصاً النووي سيكون خطأ كبيراً نرفضه بشدة».

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن مؤتمر وارسو «منعطف تاريخي».

وافتتح وزير الخارجية البولندي ياتسيك تشابوتوفيتش المؤتمر الذي حضره ممثلون لأكثر من 60 دولة. وأبدى قلقه حيال برنامج إيران النووي.

وأعرب تشابوتوفيتش عن قلقه إزاء المخاطر التي تنتج عن برنامج إيران النووي، ودورها غير البناء في منطقة الشرق الأوسط.

وقال وزير الخارجية البولندي إن «إيران تمارس سلوكاً سيئاً في المنطقة، وأنه يتعين على الاتحاد الأوروبي مراجعة الاتفاق المتعلق ببرنامجها النووي، والتأكد من سلمية أهدافه».

إسقاط النظام

اعتبر رودي جولياني محامي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن مؤتمر وارسو خطوة مهمة لتشكيل تحالف دولي يهدف إلى «إسقاط النظام الإيراني»، بعد سلوكياته المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وفي مقابلة تلفزيونية، قال جولياني عمدة نيويورك السابق، خلال تجمع حاشد للمعارضة الإيرانية بجوار مقر انعقاد المؤتمر الدولي بالعاصمة البولندية: «هناك توافق دولي عام بشأن ضرورة تغيير السلوك الإيراني، لكن الذي نأمله من هذا المؤتمر شيء أكبر من ذلك، تحالف واسع ضد هذا النظام من أجل تغييره».

وأضاف جولياني: «النفوذ الإيراني يتوسع ويمثل خطراً على هذه البلاد. يجب أن يتوقف كل ذلك». وارسو - وكالات

Email