بوكيلي.. فلسطيني الأصل يقود السلفادور في مواجهة «عصابات الموت»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبح ناييب بوكيلي الفلسطيني الأصل، وهو في السابعة والثلاثين من عمره، أصغر رئيس دولة للسلفادور، فيما يعدّ انتخابه كسراً للجمود السياسي بالبلاد؛ فإن الرئيس السلفادوري المنتخب لم يعلن في برنامجه الانتخابي أية قضية سياسية خارجية أو قضايا حول الشرق الأوسط، وسيواجه مشاكل وتحديات كبيرة جداً، ومن أهمها أكثر من مئة وسبعين عصابة إجرام في بلاده، وهذا تحدٍ كبير له.

ولهذا أعلن في برنامجه الانتخابي أنه سيحارب الفساد وسيعيد الأموال من اللصوص ويحوّلهم للقضاء، وسيعمل على إنهاء الجريمة في بلاده.

من المقرر أن يتولى بوكيلي منصبه في الأول من يونيو المقبل، وبذلك يصبح أول رئيس للبلاد منذ خوسيه نابليون دوارتي (1984-1989) يتم انتخابه دون أن يكون مرشحاً لأحد الحزبين السياسيين الرئيسيين في البلاد، وهما، جبهة تحرير فارابوندو مارتيه الوطنية و«التحالف الجمهوري القومي». وقد رشح من قبل حزب «الوحدة الوطنية» المنتمي إلى يمين الوسط.

وانتخب بوكيلي في السابق في 11 مارس 2012 رئيساً لبلدية نويفو كوسكاتلان. كما تم انتخابه رئيساً لبلدية سان سلفادور في مطلع مارس 2015، وتولى مهام منصبه بعد ذلك بشهرين في الأول من مايو 2015. وفاز في الانتخابات لكلا المكتبين العامين تحت شعار اليسار.

تميز

في سن مبكرة جداً، تميّز بوكيلي بمهاراته وقدرته على ريادة الأعمال التجارية. وفي سن الثامنة عشرة أدار إحدى الشركات الكبرى، وأصبح مالكاً لشركة ياماها موتورز السلفادور، وهي شركة تبيع وتوزع منتجات ياماها اليابانية في السلفادور. وشغل أيضاً منصب مدير ورئيس شركة أوبرميت.

اتهامات

في 10 أكتوبر2017، طُرد بوكيلي من جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني، بعد اتهامه من قبل محكمة أخلاقيات تابعة للجبهة بتشجيع الانقسام الداخلي، وأداء أعمال تشهير ضد الحزب السياسي. وعقب ذلك شارك في الانتخابات الرئاسية كمرشح مستقل، حيث تمكن من الفوز وسط دهشة المراقبين.

معتقدات

يُنظر إلى بوكيلي على أنه سياسي شعبوي من جيل الألفية، على الرغم من أنه تعرّض في بعض الأحيان لانتقادات لعدم وجود مواقف سياسية ملموسة لدعم قدراته. والداه هما السلفادورية أولغا أورتيز دي بوكيلي ووالده هو أرماندو بوكيلي قطان، وهو رجل أعمال بارز كان مسيحياً، وأسلم وكان إماماً، حيث بنى مساجد عدة في السلفادور. وكانت معتقدات بوكيلي الدينية موضوعاً مثيراً للجدل في الانتخابات .

مهام

وتنتظر بوكيلي مهام خطيرة لعل أبرزها مواجهة الفساد، ومكافحة عصابات الجريمة والعنف. وتعدّ السلفادور من أعلى دول العالم في معدلات القتل خارج إطار الصراعات الأهلية، حيث تقع نحو 9.4 جرائم قتل يومياً، فيما تزهق أرواح 51 شخصاً من بين كل 100 ألف من سكان البلاد، وهو معدل أعلى بكثير حتى من المعدل العالمي. وينشط ما يقرب من 54 ألف مجرم، يعمل غالبيتهم تحت مظلة عصابتين كبيرتين، حيث تقودان مافيا الخطف والابتزاز وطلب الفدية والقتل وتجارة المخدرات والسلاح.

Email