روحاني معترفاً: ليس لدينا إعلام حر

ألمانيا تحظر بـ«أثر فوري» نشاط شركة طيران إيرانية

■ طائرة تابعة لماهان إير تجثم على أرض مطار درسدولوف في ألمانيا | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت ألمانيا، أمس، منع شركة «ماهان اير» الإيرانية من الهبوط في مطاراتها، لنقلها عتاداً وعسكريين إلى سوريا ومناطق حرب أخرى بالشرق الأوسط.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية كريستوفر برغر للصحافيين في مؤتمر صحافي في برلين، إنّ الحظر يسري بأثر فوري وإن الخطوة كانت ضرورية لحماية «المصالح المتصلة بسياسة (ألمانيا) الخارجية والأمنية».

وأكّد الناطق برغر موقف بلاده التي ترغب في «دعم» الاتفاق الاتفاق النووي مع إيران و«أداء دورنا في جعل مواصلة التبادل الاقتصادي مع إيران ممكناً». وتدارك «لكننا قلنا مراراً إن الأنشطة الإيرانية التي تزعزع الاستقرار في منطقة (الشرق الأوسط) وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني أمران غير مقبولين». وأضاف «وفي مقدم ذلك الإشارات الأخيرة عن أنشطة أجهزة الاستخبارات الإيرانية في الدول الأوروبية».

من جهتها، ذكرت ناطقة باسم وزارة النقل الألمانية أنّ مكتب الطيران الفيدرالي أرسل مذكرة إلى الشركة الإيرانية ومقرها طهران «يأمر فيها بالتعليق الفوري للترخيص الممنوح لها لتشغيل رحلات تجارية من ألمانيا وإليها».

وتشغل ماهان اير، وهي ثاني أكبر شركة طيران في إيران، أربع رحلات بين طهران ومدينتي دوسلدورف وميونيخ الألمانيتين.

وتتعرض كبرى الشركات الألمانية لضغوط كبيرة من السفير الأمريكي ريتشارد غرينيل المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لفرض عقوبات على إيران.

ورحب غرينيل بالقرار الألماني، وقال في بيان إنّ «ماهان اير نقلت إرهابيين وأسلحة ومعدات وأموالاً إلى أماكن في العالم لدعم مجموعات إرهابية تعمل لحساب إيران»، وأشار إلى أنها استخدمت أيضاً «لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا».

وأعلنت شركات ديوتشه بان ودويتشه تيلكيوم ودايملر بينز ومجموعة سيمنز العملاقة أنها ستوقف أنشطتها في إيران.

ونفى الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أن يكون قرار حظر ماهان إير نتيجة لضغوط أمريكية. وقال في مؤتمر صحفي دوري إن «القرار الألماني يستند إلى اعتبارات خاصة باحتياجاتنا الأمنية».

وأضاف «لا يمكن استبعاد أن شركة الطيران هذه ربما تنقل أيضاً شحنات إلى ألمانيا تهدد أمننا. هذا قائم على معرفة بالأنشطة الإرهابية السابقة لإيران في أوروبا».

في سياق آخر، انتقد الرئیس الإیراني، حسن روحاني، هيمنة جناح المتشددين على هيئة الإذاعة والتلفزيون، وقال إن الناس اتجهت لهذا السبب إلى وسائل التواصل لأنه «ليس لدينا إعلام حر، ولذا فإن حجب مواقع التواصل لا يجدي نفعاً». وهي تصريحات جريئة تظهر انقسام النظام حول جدوى سياسة التعتيم الإعلامي.

ووفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، كان روحاني يتحدث، أمس، خلال اجتماع مع مسؤولي وزارة الاتصالات، حيث أكد «عدم جدوى فصل الناس عن التقنيات الحديثة وعن تطورات حقل الاتصالات».

وقال الرئیس الإيراني إنّ «مواجهة المطالب العامة للناس ليست أمراً شرعیاً وقانونیاً» واصفاً الاتصالات وتقنیة المعلومات بأنها «مظهر من مظاهر التحوّل في المجتمعات على صعید التكنولوجیا».

ووصف روحاني التيار الذي يطالب بحظر مواقع التواصل بأنه ينتمي «للأفكار البالية»، مشدداً على «ضرورة التعرف السلیم والتثقیف العام للشعب للاستفادة الصحیحة من التقنیة ونشرها كعلاج للمشكلات الناجمة عنها»، حسب تعبيره.

ورأى الرئيس الإيراني أن «الكتل والتیارات السياسية الإيرانية لو كانت تمتلك قنوات إذاعية أو وسائل إعلام خاصة بها لكان بالإمكان معرفة مواقفهم ولم يكونوا بحاجة للجوء إلى مواقع التواصل».

ويتجه المجلس الأعلى الإيراني للإنترنت لحجب موقع «انستغرام» كلياً، وهو آخر منصة تواصل اجتماعي يمكن الوصول إليها بحرية في البلاد.

إشادة واشنطن

أشادت الحكومة الأمريكية بقرار ألمانيا، وكتب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على «تويتر» أن «الشركة تنقل أسلحة ومقاتلين إلى الشرق الأوسط، وتدعم بذلك الطموحات التدميرية للنظام الإيراني في المنطقة».

وطالب بومبيو كل دول الحلفاء بأن تحذو حذو ألمانيا.

Email