الهند: ناريندرا مودي بائع الشاي الذي غيّر مسار بلاده

ناريندرا مودي مع أبرز نجوم الفن في العقد الأخير | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقال إن وضع حدود لأحلامك سيجعلك دائماً في القاع، فأحلامك هي النفط الذي سيحرك طائرتك إلى أعلى نقطة ممكنة.. بتلك الكلمات استطاع صبي صغير أن يتحول من بائع شاي متجول إلى رئيس وزراء دولة تتقدم في تصنيفها الاقتصادي والعسكري والعلمي والتكنولوجي عاماً بعد عام لتصبح بجدارة من دول الكبار. هكذا بدأ نانيدرا مودي حياته وهنا وصل الآن.

بعد ثلاث سنوات فقط من حصول الهند على الاستقلال تحديداً في سبتمبر 1950، ولد ناريندرا مودي في مدينة مهسانا مقاطعة جوجارات وسط عائلة كان شعارها الكفاح من أجل تلبية احتياجاتهم حيث كان والده يعمل كبائع شاي في محطة القطار المحلي.

في منزلهم الصغير المكون من طابق واحد، بدأ ناريندرا وهو الطفل الثالث بين ستة أطفال، يحلم بحياة يستطيع فيها مسح دموع الأشخاص الذين يعانون.

بدأ ناريندرا حياته بتحمل المسؤولية ودخول الحياة العملية مبكراً جداً، ففي الثامنة كان يذهب إلى المدرسة صباحاً ويساعد والده في بيع الشاي في كشك بمحطة السكك الحديدية المحلية في فادناغار، لذلك كان مودي الطفل المفضل لعائلته، وعلى الرغم من انشغاله بتوفير المال إلا أن هذا لم يقف بينه وبين شغفه للمعرفة والاطلاع من خلال هوايته المفضلة وهي القراءة. كان لديه أصدقاء من مجتمعات مختلفة، وبالتالي كان يشارك كل الطقوس والمناسبات الخاصة بالهندوس، وكذلك الاحتفالات الإسلامية.

أولى الخطوات

كان مودي لم يكمل عامه التاسع عندما بدأ أولى خطواته السياسية، حيث قدم إلى راشتريا سواياميسفاك سانج (آر إس إس) والتقى لاكشمانراو إنامدار الرجل المعروف بكونه معلمه السياسي. ومن خلال متابعة تقاليد العائلة، أشركه والداه مع جاشودابن شيمانال عندما كان في الثالثة عشرة من عمره. لكن ناريندرا أعطى قلبه للسياسة. لذلك حتى بعد أن تزوج من جاسودابين قبل أن يبلغ الثامنة عشرة، لم يستطع متابعة حياته الزوجية وترك البيت لمطاردة أحلامه.

ومن المواقف التي لا تنسى في طفولته عندما تسبب فيضان هائل في نهر تابي في تخريب مدينته ولكن أخذ هذا الصبي خطوة إلى الأمام وأقام كشك طعام مع أصدقائه وتبرع بجميع العائدات لأعمال الإغاثة. وكانت محاولته لخدمة الهند في هذا العصر الصغير رائعة بالفعل، والتي وضعت بصمت أساس صنع رئيس وزراء جدير بالتقدير سواء من شعبه أو حتى العالم الخارجي.

الهدية الكبرى

حصل مودي على فرصته الذهبية أو كما يطلق عليها الهدية الكبرى من الحياة عندما تنحى كيشوباي باتل عن منصبه كرئيس وزراء في ولاية غوجارات في أعقاب زلزال يناير 2001 في مدينة كوتشي الذي أودى بحياة الآلاف، ومن ثم تم اختيار مودي بعد أن أصبح بديل باتل رئيس وزراء ولاية غوجارات وفور توليه المنصب أظهرت غوجارات نمواً شاملاً يشمل الزراعة والتصنيع والخدمات.

مودي، بنظر كثيرين، قائد استطاع تغيير مسار الهند بشكل شامل، فقد أشادت صحيفة فاينانشيال تايمز، كبرى الصحف المالية في العالم بعقد من التنمية في ولاية جوجارات تحت قيادة مودي، وفي الواقع أبرزته مجلة «التايم» الشهيرة على صفحة الغلاف الخاصة بها. ووصفه الكونغرس الأمريكي بأنه «ملك الحكم». وذكرت مجلة تايمز، «مودي يعني الأعمال» بعدما شهدت الهند نمواً غير مسبوق في العديد من المجالات على يديه.

Email