أندريه أوبرادور يستهلّ رئاسته للمكسيك بمحاربة الفساد

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد توليه سدة الرئاسة في مطلع ديسمبر الجاري، يعتزم الرئيس المكسيكي الجديد أندريه مانويل لوبيز أوبرادور القيام بحملة واسعة وجذرية لاستئصال الفساد من البلاد، وذلك باستخدام سلطاته قائداً أعلى للقوات المسلحة، وبالاستعانة بما يربو على خمسين ألفاً من رجال الحرس الوطني المدرب جيداً والمجهز بأحدث الأسلحة.

سيرة ذاتية

ولد أندريه مانويل لوبيز أوبرادور في 13 نوفمبر 1953، ويعرف اختصاراً باسم آملو، وهو محافظ العاصمة السابق، وفاز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بعد محاولتين فاشلتين.

وأوبرادور هو ابن صاحب متجر صغير ولد عام 1953 في ولاية تاباسكو في جنوبي المكسيك وبدأ حياته السياسية عبر الانضمام إلى الحزب الثوري الدستوري الذي كان يحكم البلاد وقتها.

وبعد أن يئس من سياسات الحزب، انضم إلى تيار منشق عنه حمل اسم «التيار الديمقراطي» الذي أصبح لاحقاً حزباً يسارياً يحمل اسم «حزب الثورة الديمقراطية».

وخلال توليه منصب محافظ العاصمة، اكتسب أوبرادور سمعة حسنة وشعبية كبيرة، إذ أطلق برنامجاً لرعاية كبار السن، وتعاون مع أحد أكبر رجال الأعمال في البلاد وإمبراطور الاتصالات كارلوس سليم في ترميم مركز العاصمة وإعادة الحياة إليها.

وخاض أول انتخابات رئاسية عام 2006 وخسرها بفارق ضئيل أمام الرئيس الأسبق كالديرون في انتخابات كانت الأكثر إثارة للجدل في التاريخ الحديث للمكسيك بسبب الفارق الضئيل في الأصوات بين المتنافسين.

وأعاد الكرة في انتخابات 2012، لكنه خسرها مرة أخرى ضد الرئيس السابق أنريكه بينيا نييتو، لكن الحظ حالفه هذه المرة.

وشكلت ثلاثة أحزاب يسارية ائتلافاً سياسياً يحمل عنوان «حزب إحياء الحركة الوطنية» عام 2014 ورشحت أوبرادور لخوض سباق الانتخابات الرئاسية التي تمحورت حول قضايا الفساد وتجارة المخدرات وأعمال العنف والقتل الواسعة الانتشار المرتبطة بها.

وقال أوبرادور إنه سيدقق في العقود التي منحتها شركة النفط الحكومية لعدد من الشركات الخاصة خلال عهد الرئيس السابق نييتو، للتأكد من سلامة إجراءات منحها وعدم وجود أعمال فساد مرتبطة بذلك.

واستقى أوبرادور سياسته من الدستور الثوري للمكسيك الذي وضع في عام 1917، الذي يؤكد أن مصلحة الشعب فوق كل المصالح الأخرى.

رسالة تصالحية

ويتضمن البرنامج السياسي لأوبرادور التصدي لأعمال الجريمة المتفشية وتحسين الوضع المعيشي للناس، وتعهد بتحقيق نمو اقتصادي وإيجاد فرص عمل وتطبيق برامج تنمية اجتماعية.

وشنّ الرئيس القادم من خارج المؤسسة السياسية التقليدية في البلاد، هجوماً شرساً على ما وصفه بـ«مافيا الحكم» التي تتحكم بالبلاد منذ عقود عدة.

ومن بين برامج الإصلاح التي أعلنها الرئيس البالغ من العمر 64 عاماً، توسيع نظام المنح الجامعية للشباب وضمان الرعاية الاجتماعية لكبار السن.

ورغم دخوله في سجال عنيف وحرب كلامية مع كبار رجال الأعمال الذين اتهمهم بالتصرف وكأنهم يملكون البلاد، مدّ لهم غصن زيتون وعرض على القطاع الخاص بناء علاقة جيدة معه. واللافت للانتباه أن أوبرادور رفض الإقامة في القصر الرئاسي وفتحه مزاراً ثقافياً، كما عرض بيع الطائرة الرئاسية ورفض التنقل بها، كما عرض 60 طائرة حكومية بين نفاثة ومروحية للبيع.

الند للند

وبخصوص موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب المناهض للمكسيك، أوضح أوبرادور أنه سيتعامل معه من موقع الند للند، وأضاف: «لن نسمح لترامب بأن يجعل منا جلادين لديه»، مشيراً إلى أن المكسيك ترغب بإقامة علاقة صداقة مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام المتبادل، وستعمل على تفادي الدخول في حرب تجارية معها.

Email