رفع سقف المطالب إلى استقالة ماكرون.. والأمن يطلق قنابل الغاز ويعتقل 1385 متظاهراً

«السترات الصفراء» تجتاح شوارع باريس

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت تظاهرات أصحاب السترات الصفراء في وقت مبكر، أمس، إذ اشتبكوا مع قوات الأمن التي أطلقت وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع وسط باريس، في محاولة لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في محيط قوس النصر الشهير.

وأكّد شهود أنّ المتظاهرين كانوا يريدون الوصول إلى القصر الرئاسي، إلا أن قوات الأمن منعتهم. وأظهرت لقطات فيديو تعرّض عدد من أعضاء هذه الحركة إلى الإغماء نتيجة استنشاقهم للغاز المسيل للدموع.

وردّدت الجموع شعاراً موحداً «ماكرون استقيل» في إشارة إلى الرئيس إيمانويل ماكرون اعتراضاً على ما أسموه التعامل الأمني المفرط مع المتظاهرين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، فضلاً عن حملات الاعتقال التي طالت مئات الناشطين قبيل تظاهرات .

وبدت فرق السترات الصفراء منقسمة بين راض عن ما أسموه التجاوب الحكومي مع مطالبهم وإلغاء الضرائب على الوقود، ورافض للقرارات رافعين سقف مطالبهم باستقالة ماكرون وحل البرلمان، واتخاذ تدابير اجتماعية واقتصادية منحازة لأصحاب الدخل المحدود.

وأطلق الفريق الأول على نفسه اسم «أصحاب السترات الصفراء» وهم الذين أبدوا رضاهم عن قرارات الحكومة الفرنسية، فيما أطلق الفريق الثاني على نفسه اسم «أصحاب السترات الصفراء الأحرار» وهم الذين رأوا أنّ الإجراءات الحكومية غير كافية، مطالبين باستقالة الرئيس ماكرون وحل البرلمان.

وارتفع منسوب التوتر في محيط قوس النصر وسط باريس في وقت لاحق، فأطلقت قوات الأمن المزيد من قنابل الغاز صوب المتظاهرين. ورغم كثافة قنابل الغاز التي سقطت على المناطق التي يتظاهر فيها أنصار حركة السترات الصفراء، إلا أن أعدادهم ازدادت، فيما لم تقف الأمطار عائقاً أمام توافد المزيد منهم.

وحاول المتظاهرون الوصول إلى القصر الرئاسي عبر طريق فرعي في جادة الشانزليزيه المجاورة، إلا أنّ قوات الأمن شكلت حائطاً أمنياً منعهم من الوصول إلى هدفهم. وصرّح أحد أعضاء الحركة بأن هدفهم الآن الوصول إلى القصر الرئاسي، فيما طالب عدد من أنصار الحركة بإقالة ماكرون.

ورفعت السلطات الأمنية الفرنسية حالة التيقظ للدرجة القصوى، اعتقلت الشرطة 1385متظاهراً منهم 974 قيد الاحتجاز الاحتياطي.

وفرضت قوى الأمن طوقاً أمنياً مشدداً حول قصر الاليزيه والبرلمان وقصر ماتينيون ورئاسة الوزراء خشية اقتحام المتظاهرين، فيما حذّر رئيس الوزراء، إدوارد فيليب، مما أسماه اندساس عناصر تخريبية بين المتظاهرين، مطالباً أصحاب السترات الصفراء بالتحلي بالهدوء والمسؤولية.

وسعت الحكومة إلى التهدئة إذ دعا رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب لإجراء حوار جديد مع ممثلي حركة «السترات الصفراء» عقب إعلان عن إصابة 135 شخصاً خلال هذه المواجهات بينهم 17 من عناصر الأمن.

سخط متظاهرين

وقال جوني كينجي برول، قائد فريق من جموع «السترات الصفراء الأحرار» المتمركز قرب «قوس النصر» لـ«البيان»، إنّ وصف الحكومة للمتظاهرين «أصحاب السترات الصفراء» بالمخربين والمتطرفين أمر غير مقبول، وانتهاك للدستور الفرنسي الذي يكفل حق التظاهر والاحتجاج.

مشيراً إلى أنّ هذا التصرف يدل على عدم مسؤولية الحكومة وكذب ادعاءات الإصلاح والعمل لصالح الفقراء ومحدودي الدخل، مضيفاً: «مطلبنا الوحيد والأهم الآن استقالة ماكرون وحل البرلمان، شرطاً وحيداً لإنهاء الاحتجاجات والتفاوض».

امتثال

بدوره، قال بنجامين كوشي، رئيس فريق «أصحاب السترات الصفراء»: «اجتماعنا مع رئيس الحكومة، إدوارد فيليب، كان موفقاً، وخرجنا بقرارات مهمة لصالح الفرنسيين أهمها إلغاء الضريبة الإضافية على أسعار الوقود، والآن أصبح التظاهر والعنف غير مبرّر، ويجب أن تهدأ الأمور حتى نرى ماذا ستفعل الحكومة، وفي حالة عدم تطبيق ما أردنا نعود للتظاهر».

ولاحقاً،أعلنت الداخلية الفرنسية أن الوضع في باريس تحت السيطرة وأن الشرطة أخلت شارع الشانزليزيه من المتظاهرين.

امتداد شرارة

وامتدت شرارة الاحتجاجات الفرنسية إلى كل من بلجيكا وهولندا، اللتين شهدتا، أمس، تحركات مماثلة. وأطلقت الشرطة البلجيكية، الغاز المسيل للدموع، واستخدمت خراطيم المياه لتفريق متظاهرين ارتدوا سترات صفراء بالقرب من مكاتب الحكومة والبرلمان.

وحطّم متظاهرون لافتات الشوارع وإشارات مرور بالقرب من حاجز للشرطة بعد منعهم من الوصول إلى مكتب رئيس الوزراء تشارلز ميشيل في بروكسل، ورددوا شعارات تطالبه بالاستقالة. ورشق عدد من المتظاهرين رجال الشرطة بالحجارة وأطلقوا عليهم ألعاباً نارية.

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه في الاشتباكات التي جرت مع المتظاهرين في بروكسل، وألقت القبض على نحو 400 شخص.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية، عن نشر حواجز للشرطة حول الحي الأوروبي، حيث تقع الهيئات الأوروبية «المفوضية والمجلس والبرلمان»، لمنع دخول السيارات والمارة. وفي هولندا، تجمع حوالي 100 شخص في تظاهرة سلمية خارج البرلمان الهولندي في لاهاي، واحتجزت الشرطة اثنين من المتظاهرين على الأقل وسط أمستردام.

Email