كييف تتأهب بإعلان «الطوارئ».. وأوروبا تلوّح بعقوبات على موسكو

بوتين يحذّر أوكرانيا من أي عمل متهور

جندي أوكراني في نقطة حراسة قبالة الساحل شمال البلاد | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذرت روسيا، أمس، أوكرانيا من القيام بأي عمل «متهوّر» بعد قرار كييف فرض قانون الطوارئ رداً على احتجاز حرس الحدود الروس ثلاث سفن أوكرانية وطلبت من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الضغط على أوكرانيا، حليفة الدول الغربية.

وصوّت البرلمان الأوكراني في وقت متأخّر الاثنين لفرض قانون الطوارئ في المناطق الأوكرانيّة الحدوديّة، بعد احتجاز روسيا ثلاث سفن أوكرانية قبالة القرم مع طواقمها الـ20.

وقررت محكمة في القرم، أمس، وضع خمسة من البحارة قيد التوقيف الاحتياطي لمدة شهرين بتهمة عبور الحدود الروسية بشكل غير شرعي، على أن يمثل سائر البحارة خلال ساعات أمام المحكمة.

وفي خطاب متلفز موجّه إلى الأمّة، برّر الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو فرض قانون الطوارئ في إجراء لم يسبق له مثيل منذ استقلال الجمهوريّة السوفيتيّة السابقة في العام 1991، مبرراً ذلك بوجود «تهديد مرتفع للغاية» بإمكان حصول هجوم برّي روسي.

وتتهم روسيا التي تؤكد أنها تصرّفت «بشكل يتطابق تماماً مع القانون الدولي»، السفن الأوكرانية، وهي سفينتان حربيتان وقاطرة، بالدخول بشكل غير قانوني إلى المياه الإقليمية الروسية قبالة القرم وتعتبر ذلك «استفزازاً» من جانب كييف.

وعبّر بوتين خلال مكالمة هاتفية مع ميركل عن قلق موسكو «البالغ» مندداً بـ«انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي» من جانب السفن العسكرية الأوكرانية. وأعرب عن أمله في أن «تتمكن برلين من التأثير على السلطات الأوكرانية وإقناعها بعدم القيام بمزيد من الأعمال المتهورة»، وفق بيان للكرملين.

دعوات للتهدئة

وإثر هذه التطورات، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غيوتيريس في بيان أوكرانيا وروسيا إلى «أكبر قدر من ضبط النفس» واتخاذ تدابير في أسرع وقت «للحد من التوتر» بما ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة.

من جهته، حض وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان روسيا وأوكرانيا على «وقف التصعيد» لتجنب «حوادث خطيرة» أخرى بعد حادثة الأحد في البحر الأسود.

وقال إن «فرنسا تدعو الطرفين إلى العمل من أجل تهدئة الوضع وإبداء ضبط النفس». ويدخل قانون الطوارئ حيّز التنفيذ، اليوم (الأربعاء)، في أوكرانيا في حوالي عشر مناطق حدودية خصوصاً مع روسيا وبيلاروسيا ومن جانب بحر آزوف. وسيُتيح على مدى شهر للسلطات الأوكرانية أن تقوم بتعبئة مواطنيها وتنظيم وسائل الإعلام والحدّ من التجمّعات العامّة.

وأشار الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى أنه «من المحتمل أن يشكل ذلك خطراً بما أن مثل هذه الأفعال قد تؤدي إلى تصعيد التوترات» خصوصاً في حوض دونباس في الشرق الانفصالي في أوكرانيا.

وكتبت صحيفة «ايزفيستيا» الموالية للكرملين بلهجة ساخرة «يمكننا انتظار مزيد من الاستفزازات في دونباس وكل شيء سيُنسب إلى روسيا التي هي على ما يبدو المسؤولة عن كل المشاكل».

ونشرت وسائل إعلام روسية مقتطفات من شريط فيديو يُظهر عمليات استجواب لعدد من البحارة الأوكرانيين المحتجزين. وبرز في هذه المقتطفات رجل قُدم على أنه قبطان وأكد خصوصاً أن تنقلات سفينته كانت «استفزازاً»، مكرراً رواية السلطات الروسية للأحداث. ووصف قائد البحرية الأوكرانية ايغور فورونتشينكو هذه التصريحات بأنها «أكاذيب» أعلن عنها بحسب قوله «تحت الضغط».

واعترف جهاز الأمن الأوكراني في بيان أن «ضباطه» كانوا على متن هذه السفن التي احتجزها حرس الحدود الروس.

وأثارت هذه الحادثة احتجاجات في أوكرانيا ومن جانب حلفائها الغربيين. فقد أعلنت وزيرة خارجية النمسا التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أن الاتحاد سينظر الشهر المقبل في مسألة فرض مزيد من العقوبات على روسيا. وقالت الوزيرة كارين كنايسل لصحافيين بعد محادثات مع نظيرها الألماني هايكو ماس «كل شيء يعتمد على سلوك الطرفين. لكن ستحتاج (المسألة) إلى مراجعة».

وأشار ماس من جهته إلى أن احتجاز روسيا للسفن الأوكرانية يثبت أن «ضمّ (روسيا) القرم كان مشكلة لأمن الجميع في أوروبا». ودعا من جديد إلى تحرير البحارة الأوكرانيين، مطالباً كييف وكذلك موسكو «بالتوصل إلى تخفيض للتصعيد».

وفي حين أيدت بولندا فرض عقوبات إضافية على روسيا، قال نائب رئيس وزراء إيطاليا ماتيو سالفيني إنه يعارض فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، داعياً إلى الحوار.

ونددت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بتحركات روسيا «الخارجة عن القانون» التي تجعل «العلاقة الطبيعية» بين واشنطن وموسكو «مستحيلة».

Email