رئيس الكاميرون .. إبحار رغم الأخطار

ت + ت - الحجم الطبيعي

الرئيس الكاميروني بول بيا يعد واحداً من أقدم الحكام الأفارقة، بعدما فاز لولاية سابعة، حيث قضى 36 عاماً ومن المرتقب أن يستمر إلى 40 سنة مع نهاية عهدته في 2022، ويأتي في المرتبة الثامنة لأقدم رئيس حاكم حتى الآن.

ولاية سابعة

ويمنح هذا الفوز الرئيس البالغ من العمر 85 عاماً فترة ولاية سابعة. وقد كان المجلس الدستوري قد رفض في وقت سابق مجموعة من الشكاوى التي قدمتها المعارضة، إذ ندد العديد من المرشحين بالاحتيال على نطاق واسع في العملية الانتخابية. وقد حالت أعمال عنف على علاقة بحركة انفصالية في المناطق الناطقة بالإنجليزية غرب البلاد، دون إدلاء أغلب الناخبين هناك بأصواتهم.

ويواجه الرئيس المعاد انتخابه تحديات أمنية كبرى عبر مختلف أنحاء البلاد لكنه استطاع تحقيق إنجاز كبير بالقضاء على حركة بوكوحرام نهائياً في بلاده.

سيرة ذاتية

ولد بول بيا في عام 1933، وتخرج من معهد العلوم السياسية في باريس عام 1961. ولدى عودته إلى البلاد في عام 1962 دخل في خدمة الرئيس أحمدو أهيجو، ليصبح الأمين العام للرئاسة في 1968 ورئيس مجلس الوزراء في عام 1975.

وفي عام 1982 استقال الرئيس أهيجو بسبب معاناته من مشكلات صحية واختير بيا خلفا له في عام 1984. وقد تعرض لمحاولة انقلاب بقيادة رئيسه السابق الذي حاول العودة لسدة الرئاسة لكنه فشل، وواجه بيا الانقلاب الفاشل بحملة تطهير واسعة ضد كل من تعاطف مع أهيجو.

وفي عام 1992 وبسبب الضغوط الداخلية والخارجية وافق على إجراء انتخابات بمشاركة جميع الأحزاب، لكن وجهت إليه تهمة تزييف الانتخابات بسبب الانتصار الكبير الذي حققه. ومع ذلك استمر متمسكا بسدة الرئاسة وأعيد انتخابه في 1997 و2004، وسط ادعاءات خطيرة ضده تتهمه بالفساد والغش وبجرائم ضد الإنسانية.

أزمة اقتصادية

هذا ولا تزال البلاد تتخبط في أزمة اقتصادية خطيرة ألقت بظلالها على المشهد السياسي في الدولة الناطقة بالإنجليزية. وتسبب القتال بين الانفصاليين وقـــوات الجيـــش في هروب الشركات والمستثمرين، فمنذ 2017 حمل الانفصاليون السلاح ضد النظام الحاكم. وقد نالت الأزمة الاقتصادية من حماسة الكاميرونيين للانتخابات.

ويأتي انتخاب بيا فيما يأوي أكثر مـــن خمسة آلاف لاجئ كاميروني، في مخيـــم وسط غابة كثيفة بإقليم كروس ريفر الواقـــع بين نيجيريا والكاميرون. وهؤلاء فروا مـــن المعارك الدائرة بين الانفصاليين والجيـــش الكاميروني ويواجهــون صعوبة في الحصـــول على الغذاء بالإضافة إلى معاناتهم الكبيرة.

Email