70 رئيس دولة وحكومة يشاركون في مئوية الحرب العالمية الأولى

ماكرون يدعو أوروبا لدفاع مستقل عن أميركا

ت + ت - الحجم الطبيعي

شارك نحو 70 رئيس دولة وحكومة في باريس، أمس، في مراسم إحياء مئوية توقيع الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى، في تجمع حذّر من خلاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من النزعة القومية، ودعا إلى نبذ «الانطواء والعنف والهيمنة» في وقت يتصاعد التوتر بين أوروبا وواشنطن.

وحضر المراسم الرؤساء الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والعاهل المغربي محمد السادس، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

وانتقل بعدها القادة إلى قوس النصر الذي يشرف على جادة الشانزيليزيه الشهيرة، الذي أقيم تحته ضريح الجندي المجهول، وأضيئت شعلة لا تنطفئ للتذكير بحجم هذا النزاع الذي أسفر عن مقتل 18 مليون شخص.

وأدى عازف التشيلو يويوما معزوفة تليت بعدها شهادات من الحرب تعود إلى 1918.

وألقى ماكرون خطاباً في المناسبة استمر لنحو عشرين دقيقة، دعا فيه القادة إلى نبذ «الانطواء والعنف والهيمنة» وخوض «المعركة من أجل السلام». وقال «دعونا نتذكر! يجب ألا ننسى، بعد مئة عام مذبحة لا تزال آثارها مرئية أمام العالم، دعونا نوحد آمالنا بدل أن نضع مخاوفنا في مواجهة بعضها». وانتقد النزعة القومية التي يؤيدها ترامب مراراً، وقال إن «الوطنية هي نقيض القومية تماماً، القومية هي خيانة» الوطنية.

واختتمت المراسم بإعادة إطلاق البوق الذي أعلن الساعة 11:00 من صباح 11 نوفمبر 2018 انتهاء الحرب العالمية الأولى.

وفي مقابلة مع قناة «سي إن إن» الأميركية، أمس، قال الرئيس الفرنسي إن على أوروبا أن «تبني استقلالية» دفاعها بدلاً من شراء الأسلحة من الولايات المتحدة. وأوضح في المقابلة التي أجراها باللغة الإنكليزية بحسب مقاطع منها «لا أريد رؤية الدول الأوروبية ترفع من ميزانيات الدفاع لشراء أسلحة أميركية أو أخرى أو معدات من إنتاج صناعتكم»، مضيفاً أنه «إذا زدنا ميزانيتنا، فالغرض بناء استقلاليتنا».

وأبدى ماكرون حفاوة عند استقباله دونالد ترامب في قصر الإيليزيه غداة تغريدة حادة النبرة من الرئيس الأميركي حمل فيها على دعوة ماكرون إلى إقامة «جيش أوروبي حقيقي».

وأكد الرئيس الفرنسي في المقابلة أنه يشاطر نظيره الأميركي الرغبة في «تقاسم أفضل للعبء» المالي للحلف الأطلسي بين الأوروبيين والأميركيين. وأوضح ماكرون «أنا موافق على ذلك وبهدف تقاسم أفضل للعبء نحتاج جميعاً للمزيد من أوروبا».

ورداً على سؤال قال ماكرون: «أفضل دائماً المباحثات المباشرة أو الرد على أسئلة بدلاً من ممارسة الدبلوماسية عبر التغريدات».

كما قال الرئيس الفرنسي إن اليورو ليس «بديلاً واضحاً» للدولار بفضل «القوة» الدولية للعملة الأميركية. وأوضح: «حتى الآن، فشلنا في جعل اليورو بقوة الدولار نفسها.. لقد قمنا بعمل رائع خلال السنوات الماضية، لكنه غير كافٍ»، مضيفاً: «هذه قضية سيادة بالنسبة لي، ولهذا السبب أريد أن نعمل عن كثب مع مؤسساتنا المالية، على المستوى الأوروبي ومع جميع الشركاء، من أجل بناء القدرات لنصبح أقل اعتماداً على الدولار».

ورحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمقترح الرئيس الفرنسي الداعي إلى إنشاء جيش أوروبي.

إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن الرئيس الروسي ونظيره الأميركي لم يبحثا خلال محادثاتهما المقتضبة في باريس، أمس، معاهدة الأسلحة النووية التي أبرمت بعد الحرب الباردة، التي تنوي واشنطن الانسحاب منها. ونسبت الوكالة إلى بيسكوف قوله إن الزعيمين لم يبحثا أي قضايا محددة. كان بوتين قال في وقت سابق إنه أجرى محادثات مع ترامب.

Email