حزب ترامب يُحكم القبضة على «الشيوخ» والغريم انتزع «النواب»

الجمهوريون والديمقراطيون يقتسمون «كعكة» الكونغرس

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تحدث الموجة الزرقاء التي بشّر بها الإعلام الأميركي في انتخابات التجديد النصفي، إذ اقتسم الحزبان السيطرة على الكونغرس بإحكام الجمهوريين قبضتهم على مجلس الشيوخ.

وانتزاع الديمقراطيين الأغلبية في مجلس النواب، وفيما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب نتائج الانتخابات بـ«الانتصار الهائل»، تعهّد الديمقراطيون بترميم الضوابط والمحاسبة على إدارة ترامب، مشيرين إلى أنّهم لن يشنّوا حرباً على الجمهوريين.

وحافظ الحزب الجمهوري، الذي ينتمي إليه الرئيس دونالد ترامب، على الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي، فيما انتزع الديمقراطيون الأغلبية في مجلس النواب بعد انتخابات التجديد النصفي لغرفتي الكونغرس. وقالت شبكة «إن.بي.سي» الأميركية إنّ الديمقراطيين انتزعوا السيطرة على مجلس النواب الأميركي من الجمهوريين بعد أن حصلوا على أكثر من 218 مقعداً.

وانتزع الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب الأميركي من الجمهوريين الذين حافظوا على أغلبيتهم في مجلس الشيوخ. واستعاد الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب بعدما فقدوا الأغلبية فيه قبل ثمانية أعوام. وصوّت الأميركيون، أمس، لانتخاب 435 عضواً في مجلس النواب و35 عضواً من أصل 100 في مجلس الشيوخ.

كما أدلى الناخبون بأصواتهم لانتخاب 36 من حكام الولايات من أصل 50. وسجلت المرأة الأميركية رقماً قياسياً، ومن بين الفائزات عضوتان ديمقراطيتان مسلمتان، وهما رشيدة طليب من أصول فلسطينية، وإلهان عمر من أصول صومالية.

وقد فازتا بمقعدين في الكونغرس عن ولايتي ميتشغان ومينيسوتا. كما فازت الديمقراطية ألكسندرا أوكاسيو - كورتيز (29 عاماً) لتصبح أصغر أميركية تفوز بعضوية الكونغرس.

انتصار هائل

ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتخابات التجديد النصفي بأنها «انتصار هائل». وقال ترامب في تغريدة له على موقع «تويتر»: «لقد تلقينا الكثير جداً من التهاني من الكثير جداً من الأشخاص بسبب انتصارنا الهائل الليلة الماضية، شكراً للجميع، من بين ذلك دول أجنبية أصدقاء، كانوا ينتظروني ويأملون باتفاقيات بشأن التجارة».

وفي تغريدة أخرى، أشاد ترامب بأنصاره، قائلاً: «هؤلاء الذين كانوا يعملون معي في انتخابات التجديد النصفي الرائعة، وتبنّوا سياسات ومبادئ معينة أبلوا بلاء حسناً، وأقول لهؤلاء الذين لم يفعلوا: وداعاً!». وألقى ترامب بثقله وراء الديمقراطية البارزة نانسي بيلوسي، قائلاً إنها ينبغي أن تكون رئيسة مجلس النواب.

وقال ترامب على «تويتر»: «بكل إنصاف، تستحق نانسي بيلوسي أن يختارها الديمقراطيون رئيسة للمجلس، إذا جعلوها تواجه وقتاً عصيباً ربما نضيف لها بعض أصوات الجمهوريين، لقد نالت هذا الشرف العظيم».

آمال تعاون

وفي وقت لاحق وخلال مؤتمر صحافي، قال ترامب، إنّ الانتخابات يوم كبير للجمهوريين، مؤكّداً إمكانية التوصل لتفاهمات مع الديموقراطيين على صعيد البنية التحتية والرعاية الصحية. وأضاف: «أمس كان يوماً كبيراً، يوماً رائعاً مساء أمس تحدّى الحزب الجمهوري التاريخ لتعزيز أكثريتنا في مجلس الشيوخ، وفي الوقت نفسه أفشل بقدر كبير التوقّعات في مجلس النواب».

وأردف: «نأمل بأن نتمكّن من أن نعمل سويّاً العام المقبل للاستمرار في تحقيق نتائج جيدة للشعب الأميركي، على أن تشمل النمو الاقتصادي والبنية التحتية والتجارة وخفض كلفة الأدوية، موجها تحية الى نانسي بيلوسي زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب».

وتابع ترامب: «قد نتوصل الى اتفاق وقد لا نتوصل. هذا ممكن، ولكن تجمعنا كثير من القواسم المشتركة حول البنية التحتية. نريد أن نفعل شيئا بالنسبة الى الرعاية الصحية وهم يريدون القيام بشيء بالنسبة الى الرعاية الصحية. ثمة أمور كثيرة عظيمة يمكن أن نقوم بها معاً».

كما أكّد ترامب، أنّه ليس قلقاً من التحقيق الذي يجريه المحقق الخاص روبرت مولر في قضيّة تدخّل روسيا في الانتخابات الرئاسية. وقال ترامب في المؤتمر الصحافي: «لست قلقاً من شيء في ما خصّ التحقيق الروسي لأنّه خدعة»، مشدّداً على أنّه لن يوقف هذا التحقيق.

لا حرب

بدورها، تعهّدت زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي بترميم الضوابط والمحاسبة على إدارة ترامب، معتبرةً في الوقت نفسه أنّ حزبها لن يشن حرباً على الجمهوريين بعدما استعاد السيطرة على مجلس النواب.

وأعلنت بيلوسي، خلال مؤتمر صحافي عقدته بعد انتقال السيطرة في مجلس النواب إلى الديمقراطيين: «الأمر اليوم يتخطى الديموقراطيين والجمهوريين، الأمر يتعلق بترميم الضوابط والمحاسبة التي نص عليها الدستور على إدارة ترامب»، متعهدةً في المقابل «بالعمل على حلول تجمعنا، لأننا سئمنا جميعا الانقسامات».

لا تغيير

وفي أول رد فعل أوروبي، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أمس، إنّه سيكون من الخطأ توقع تغير في سياسة ترامب بعد انتخابات التجديد النصفي. وكتب ماس على «تويتر»: «تبقى الولايات المتحدة أهم شريك لنا خارج أوروبا، نحتاج إلى إعادة تقييم ومواءمة علاقاتنا مع الولايات المتحدة للحفاظ على هذه الشراكة».

مشيراً إلى أنّه يتحتم على أوروبا الرد على سياسة «أميركا أولاً» التي ينتهجها ترامب بسياسة «أوروبا موحدة». وأضاف أنه يتوقع أن يستخدم الديمقراطيون سلطتهم في مجلس النواب للتأثير بشكل أكبر في سياسات ترامب. وأردف ماس: «سنرى إلى أي حد سيكون لذلك تأثير، نأمل أن يكون هذا التعاون بنّاءً، ويؤدي إلى نتائج بنّاءة في السياسة الدولية».

 

Email