«الحزمة الثانية» تربك قادة طهران.. روحاني يتحدى وظريف يلمح للعودة إلى التفاوض

عاصفة العقوبات تجتاح إيران.. وواشنطـــن تتوعد بالمزيد

الإيرانيون يسيرون إلى المجهول في ظل نظام لا يأبه بمصيرهم | إي.بي.إبه

ت + ت - الحجم الطبيعي

أمضت طهران يومها الأول تحت الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية، التي دخلت أمس حيز النفاذ، وفيما توعدت واشنطن بمواصلة الضغط على طهران «بلا هوادة»، بدا الارتباك بائناً على القيادات الإيرانية.

التي تفاوتت التصريحات من مسؤوليها بين التحدي بخرق العقوبات والتلميح بإمكان العودة للمفاوضات، وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إن طهران ستبيع النفط وستخرق العقوبات، بينما ألمح وزير خارجيته جواد ظريف إلى إمكانية عودة طهران إلى التفاوض مع واشنطن.

ودخلت الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ، أمس، وتستهدف على وجه التحديد قطاع الطاقة، وفي مايو الماضي، انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، الذي وقعته قوى عالمية مع إيران عام 2015، وأعاد فرض حزمة أولى من العقوبات على طهران في أغسطس.

ووصف الرئيس الأميركي الحزمة الجديدة بالأشد في تاريخ الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن طهران لم تعد في وضع جيد الآن.

وقال ترامب إنه يريد فرض عقوبات على النفط الإيراني تدريجياً، مشيرا إلى مخاوف من صدمة في أسواق الطاقة وزيادة الأسعار العالمية.

وقال ترامب للصحفيين «فيما يتعلق بالنفط، الأمر مهم جدا. فرضنا أشد عقوبات على الإطلاق، لكن بالنسبة للنفط نريد أن نسير بوتيرة أبطأ قليلا لأني لا أريد أن أرفع أسعار النفط في العالم».

وأضاف «هذا لا علاقة له بإيران... بإمكاني أن أخفض (صادرات) النفط الإيراني إلى صفر على الفور، لكن هذا سيسبب صدمة في السوق. لا أريد أن أرفع أسعار النفط».

دعم الإرهاب

وأعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن العقوبات الأميركية الجديدة ستمنع إيران من امتلاك المال والثروة التي تحتاج إليها من أجل نشر الإرهاب حول العالم، مشيراً إلى أن حزمة العقوبات الجديدة هي الأكثر صرامة بالمقارنة بالعقوبات التي فرضت في السابق على النظام الإيراني، متوقعاً أن العقوبات ستجبر إيران على وقف دعمها لحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن.

وقال الوزير، إن واشنطن ستواصل الضغط على إيران «بلا هوادة»، مشدداً على ضرورة أن تغير طهران من سلوكها. وأضاف: إن العقوبات الجديدة تستهدف قطاعي النفط والبنوك، الأمر الذي سيؤدي إلى تسريع وتيرة تراجع النشاط الاقتصادي الدولي لإيران.

وتابع: «أكثر من 20 دولة خفضت بالفعل وارداتها من النفط الإيراني إلى الصفر وحجم الخفض أكثر من مليون برميل»، مضيفاً أن «أميركا ستفرض كذلك عقوبات على الدول التي ستواصل التعامل مع إيران». وختم حديثه قائلاً «على إيران تغيير سلوكها أو مواجهة تداعيات التدهور الاقتصادي».

ضغوط مالية

وفي المقابل، قال وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، إن «فرض الخزانة ضغوطاً مالية غير مسبوقة على إيران ينبغي أن يوضح للنظام الإيراني أنه سيواجه عزلة مالية متزايدة وركوداً اقتصادياً حتى يغير أنشطته المزعزعة للاستقرار بشكل جذري».

وذكر أن العقوبات تشمل 50 بنكاً وكيانات تابعة لها وأكثر من 200 شخص وسفينة في قطاع الشحن، كما تستهدف الخطوط الجوية الإيرانية (إيران إير) وأكثر من 65 من طائراتها. وأكد منوتشين أن العقوبات هي الأقسى في التاريخ الأميركي.

مضيفاً «كما ستكون هناك الكثير من العقوبات على أهداف جديدة». وأنهى كلمته بالقول «نراقب النظام الإيراني عن كثب وسنتخذ الإجراءات مرات ومرات. الضغط الأميركي بدأ اليوم، وعلى العالم أن يعرف أن هذه العقوبات باتت سارية».

عقوبات مرتقبة

من ناحيته أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، أن الولايات المتحدة ستفرض المزيد من العقوبات على إيران دون أن يكشف عن تفاصيل، وقال بولتون، وفقاً لنص مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس: «سنفرض عقوبات تتجاوز هذا، لن نرضى ببساطة بمستوى العقوبات التي كانت موجودة في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في 2015».

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة ستسمح باستمرار العمل في المشروعات النووية المدنية في آراك وبوشهر وفوردو بإيران «تحت تدقيق شديد». وأضافت الخارجية إنها لن تصدر إعفاءات لأي مشروعات نووية مدنية جديدة.

وفي السياق قالت دول الاتحاد الأوروبي وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، في بيان، إنها «نتوقع من إيران مواصلة تنفيذ كل التزاماتها النووية».

ارتباك طهران

وفي طهران بدا واضحاً الارتباك والتخبط على المسؤولين الإيرانيين وفيما حاولت حكومة الرئيس حسن روحاني إظهار مظاهر القوة واستقبلت تفعيل إعادة فرض العقوبات بمناورات للدفاع الجوي.

وبث التلفزيون الحكومي لقطات لنظم الدفاع الجوي والبطاريات المضادة للطائرات المشاركة في المناورات، أظهر مسؤولون في الحكومة ومحللون سياسيون مخاوفهم من أن الحزمة الجديدة من العقوبات تعد الأكثر أضراراً، ولوح الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن بلاده ستخرق العقوبات وستبيع النفط.

وأضاف روحاني في كلمة بثها التلفزيون الحكومي الإيراني: «أرادت أميركا أن تخفض مبيعات النفط الإيرانية إلى صفر، لكننا سنواصل بيع نفطنا.. وخرق العقوبات»، غير أن وزير خارجيته محمد جواد ظريف، أبدى استعداد بلاده للدخول بمحادثات جديدة حول الاتفاق النووي.

وقال ظريف في مقابلة مع صحيفة "يو أس تودي" الأميركية، إن "حكومة إيران ستدرس دبلوماسية جديدة، إذا كانت هناك أسس لحوار مثمر حول صفقة خفض الأسلحة النووية". وقدمت التصريحات مؤشراً من القيادة الإيرانية العليا، على أن طهران تفكر في الانضمام إلى المحادثات مع واشنطن، على عكس ما كانت تردده سابقاً.

محاربة الإرهاب

قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن للسعودية دوراً بنّاءً في محاربة الإرهاب بخلاف إيران. وقال: «بدءاً من حزب الله في لبنان مروراً بالحوثيين في اليمن، وتسببهم بنزاع كبير، وميليشيات الحشد بالعراق التي تضعف الدولة، وصولاً إلى سوريا واللائحة تطول.. فالفرق بين إيران والسعودية كبير وملحوظ.. فالسعودية كانت داعمة جداً في الجهود لمحاربة الإرهاب، وواضح جداً أن إيران هي القوة الوحيدة التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط». واشنطن - وكالات

Email