Ⅶ تقارير «البيان »

الدور الإيراني المشبوه يتطلب مواجهة أوروبية حاسمة

Ⅶ فابيان مانودو

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل النظام الإيراني الإرهابي خطراً على العالم عموما وأوروبا بشكل خاص، ما يحتم على الإدارات الأوروبية التعامل معه بحسم، غير أن الحكومات الغربية تتمادى في تجاهل التقارير الأمنية والاستخباراتية التي تؤكد أن النظام الإيراني ينشر شبكات الجاسوسية المدعومة بعناصر إرهابية تخريبية في جميع دول أوروبا بشكل بلغ من الخطورة «العلامة A» وفق مقياس الخطورة الأمنية، وهو أمر حذر منه سياسيون فرنسيون وعدوه بالغ الخطورة يستدعي أن تعيد الإدارات الغربية حساباتها، وأن تواجه النظام الإيراني الإرهابي.

رفض للنظام الإيراني

وقال أستاذ السياسة بجامعة «سوربون» وعضو الأمانة العليا لحزب «الجمهورية إلى الأمام» سابقاً، روجيه موران، أن النظام الإيراني الإرهابي بث سمومه في منطقة الشرق الأوسط منذ العام 1979 حتى الآن، ورأينا نتائجه في المنطقة وفي العديد من المواقع حول العالم، وصدرت العديد من الدراسات في العديد من الجامعات الأوروبية منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي تحذر من تغول هذا النظام وطموحه الخارجي، وسموم طائفيته ونهجه الدموي، واليوم صدقت هذه التحذيرات وتجلت دون أي لبس، ورغم ذلك ما زالت حكومات غربية تتعامل مع هذا التنظيم الإرهابي الحاكم لإيران، وهذا أمر مخيف ويحتاج لإعادة نظر، وقد تقدمت أحزاب وقوى معارضة في فرنسا وبريطانيا وألمانيا بطلبات إلى حكومات بلادهم بطلبات مراجعة العلاقة مع النظام الإيراني خاصة مع تزايد التمادي الإيراني في إثارة التوترات وممارسة الأعمال الإرهابية في العديد من الدول من بينها فرنسا وألمانيا وبلجيكا، كما ناقش البرلمان الفرنسي والألماني المخاطر الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط وفي أوروبا في أكثر من مناسبة، ما يعني تزايد حالة الرفض الأوروبي لهذا النظام الإرهابي واستمرار العلاقات الأوروبية معه، ويتوقع الكثير من الخبراء تحولاً قريباً في هذه العلاقة مع تزايد الرفض والإدانة للأعمال العدوانية الإرهابية لإيران حول العالم.

تاريخ إجرامي

وأضاف فابيان مانودو، الضابط السابق بوزارة الدفاع الفرنسية، أن النظام الإيراني يعد نظاماً «مشبوهاً» من الناحية الأمنية، بسبب تاريخه الإجرامي الحافل بالتجسس وانتهاك أمن وسيادة العديد من الدول في المنطقة العربية بشكل خاص وفي أوروبا وأفريقيا، وتكثف أجهزة الاستخبارات الغربية رقابتها للبعثات الدبلوماسية في أوروبا وللأشخاص العاديين ورجال الأعمال من حملة الجنسية الإيرانية داخل أوروبا، ووثقت أجهزة الأمن خلال ثلاثة عقود تقريباً وفقاً لما قاله فابيان مانودو، تحركات عديدة مشبوهة للاستخبارات الإيرانية في أوروبا ودول شمال أفريقيا، كما تصدت لأغلب هذه التحركات بشكل مباشر، وبعضها بشكل غير مباشر، ولعل آخر هذه العمليات التحركات المشبوهة لدبلوماسيين إيرانيين في «فرنسا وألمانيا وبلجيكا» شهر يوليو 2017، وهي عملية اضطرت السلطات الأمنية في الدول الثلاث للتعامل معها بشكل مباشر لخطورتها، بالإضافة إلى عشرات العمليات الأخرى غير المعلنة، ما رفع تصنيف «التحرك الإيراني» بالنسبة للأجهزة الأمنية في أوروبا للتصنيف (A) وفق المؤشرات الأمنية، ما يتطلب من الحكومات الأوروبية وخاصة ألمانيا وفرنسا إعلان إيران «نظام مارق» يمثل خطراً مباشراً وصريحاً على الأمن الأوروبي.

قيود مشددة

وفي الاتجاه ذاته ذهب الضابط السابق بالاستخبارات الداخلية الفرنسية والباحث بمركز «لي سكريت» للدراسات الأمنية والعسكرية بباريس، فرنسوا شنايدر، مؤكداً أن الحكومة الفرنسية برغم المكابرة المستمرة، اضطرت إلى تجميد حسابات مالية تخص الاستخبارات الإيرانية والبعثة الدبلوماسية في باريس، كما فرضت قيوداً كثيرة على تحركات رموز إيرانية مقيمة في فرنسا، وغلق ومراقبة مراكز دينية ينفق عليها النظام الإيراني بسخاء مثير للريبة، وكما أولت الاستخبارات الفرنسية «الداخلية والخارجية» أولوية لمراقبة المال الإيراني، سواء داخل التراب الوطني الفرنسي أو خارجه، مشيراً إلى أن إيران هي أكثر الدول ممارسة للعبة تحريك المال وتهريبه لدعم التيارات والجماعات والمنظمات الإرهابية حول العالم وفي أوروبا، بالتعاون مع دول حليفة لها، كما تنسق الجهات الأمنية الفرنسية مع نظيرتها في دول الاتحاد الأوروبي لإحكام الرقابة على المال الإيراني المتدفق على الكيانات الإرهابية في أوروبا، خاصة بعد انكشاف الكثير من الممارسات والأعمال الخطيرة مؤخرا، التي سيتم الإعلان عنها قريباً.

اقرأ أيضاً:

إيران تحت كماشة الضغوط الدولية

ضغط دولي متصاعد على إيران قبيل العقوبات

النرويج تستدعي سفير إيران بعد "مخطط التصفية"

Email