تقارير «البيان»

نيكي هايلي تتخلى عن ترامب في وقت حرج

ت + ت - الحجم الطبيعي

يؤكد محللون أن خطوة إعلان استقالة نيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة تأتي في غير صالح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يحاول كونه رئيساً للبلاد إظهار صورة حزب جمهوري موحد قبل شهر واحد من انتخابات الكونغرس النصفية، حيث باتت الخطوة في صالح الديمقراطيين.

واتسمت هايلي بانتظامها في صفوف الناقدين لترامب في مطلع حملات الانتخابات الرئاسية ووصفته بـ«صفارة الإنذار لأكثر الأصوات الغاضبة»، ومنحت دعمها لخصمه المرشح آنذاك ماركو روبيو، غير أن الحال تبدّل منذ توليها المنصب الرفيع في يناير 2017، حيث وطدت أفضل العلاقات بابنة ترامب ومستشارته إيفاناكا، وأقامت علاقة صداقة وطيدة مع أفراد العائلة .

وألمح ترامب أن نيكي قد أعربت عن رغبتها بالاستقالة من المنصب قبل 6 أشهر، أي بالتزامن مع حلول ريكس تيلرسون في منصب مايك بومبيو وزيراً للخارجية واختيار جون بولتون لشغل منصب المستشار للأمن القومي ،ووصل بعض المراقبين بتحليلاتهم إلى أن إدارة البيت الأبيض قد تضم سريعاً إيفانكا خلفاً لهايلي، إلا أن ترامب استبعد ذلك ، مؤكداً وجود 5 أسماء على اللائحة بينهم دينا باول، المسؤولة التنفيذية في بنك غولدمان ساكس والمستشارة السابقة بالبيت الأبيض .

وستتخلى هايلي عن المنصب رسمياً نهاية العام الحالي، في خطوة وصفها البعض بأنها تشكل «ضربة صاعقة» لقدرة ترامب على تنفيذ سياساته الخارجية باعتبار أن سفراء الأمم المتحدة عادة ما يمكثون لمهلة تامة أولاً لأن بناء العلاقات يتطلب وقتاً، وأن الثقة أمر ضروري لتحقيق النجاح. وقال بريت بروين، مسؤول الارتباط الدولي في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في هذا الشأن: «لا تجري الأمور في أروقة الأمم المتحدة بسحر ساحر. وإن مغادرتها على هذا النحو في منتصف الطريق وفي وقت حرج جداً سيترك أميركا في وضع هش».

قادة السياسة

على الرغم من أن حاكمة ساوث كارولينا السابقة لم تكن ذات خبرة واسعة في مجال الأمن القومي لدى تولي منصب السفيرة لدى الأمم المتحدة، إلا أن نجمها سطع سريعاً على المنصة العالمية، وقد اعتبرها نظراؤها الأجانب واحدة من قلائل قادة السياسة الخارجية الأميركيين التقليديين ضمن دائرة ترامب.

وأكد زميلها من جامعة الأمم المتحدة ريتشارد غوان الأمر بالقول: «لقد حظيت باحترام سفراء مجلس الأمن الآخرين على الرغم من وجود خلافات عميقة في الرأي»، أما فرنسوا ديلاتر، ممثل فرنسا لدى الأمم المتحدة فوصف هايلي بأنها كانت من «أكثر مسؤولي الحكومة الأميركية مهارة وحقيقية».

مساءلات

إلا أن مسيرتها لم تخل من المساءلات، وأبرزها تلك التي تقدمت بها منظمة «مواطنون للمسؤولية والأخلاق في واشنطن» غير الحكومية، وطالبت المحقق العام في وزارة الخارجية التحقيق في مسألة انتهاك القوانين بقبول الهدايا، وذلك بعد التأكد من أن هايلي وزوجها قبلا بسبع رحلات مجانية على متن طائرات خاصة فاخرة من ثلاثة رجال أعمال من ساوث كارولينا عام 2017، تبلغ قيمتها آلاف الدولارات.

وشكل كلام هايلي القاسي حول إيران وروسيا وسوريا العامل الأهم في بروزها على الساحة الدبلوماسية في الوقت الذي اعتاد فيه تيلرسون التحدث باقتضاب علناً عن المسألة وعجز عن تشكيل علاقة متينة بترامب، إلا أن الشقاق الدبلوماسي سرعان ما أصاب هايلي عقب إعلانها عن دعم خطوة ترامب نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس واعتبار أنها تنم عن «قوة وشجاعة».

Email