الهند تحصد ثمار ثورتها التكنولوجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفل الهند في 15 أغسطس من كل عام بيوم الاستقلال عن الحكم البريطاني، حيث حصلت على الاستقلال بعد حركات المقاومة غير المسلحة، والعصيان المدني التي قادها المؤتمر الوطني الهندي بقيادة مهاتما غاندي وجواهر لال نهرو عام 1974، ومنذ ذلك التاريخ بدأت الهند مسيرتها نحو النهضة الحقيقية، إذ تمكنت طوال هذه السنوات التحول من دولة غالبية سكانها تحت خط الفقر، إلى واحدة من الدول الآسيوية الكبرى.

المراقب لمسيرة التقدم الهندي، لا يمكن أن يغفل دور التكنولوجيا التي تعد حجر الزاوية في التقدم الذي تشهده نيودلهي في الآونة الراهنة، إذ بدأت التكنولوجيا في النمو تزامناً مع الاستقلال، وذلك بدعم رئيس وزراء الهند السابق جواهر لال نهرو، الذي تنبأ مبكراً بأهمية هذا المجال، حيث بدأ بتكوين أكثر من فريق علمي للاهتمام بإنشاء أكثر من معهد تكنولوجي ومراكز الأبحاث التكنولوجية التي استمرت في العمل والتطور حتى عام 1986، الذي شهد دخول التكنولوجيا في جميع الموارد الاقتصادية الهندية أهمها الزراعة بعد إنشاء إدارة مستقلة لها تابعة لوزارة العلوم والتكنولوجيا.

صفة مراقب

وفي عام 1991 بدأت الهند في حصاد ثمار ثورتها التكنولوجية حيث ارتفع النمو الاقتصادي 6%، ما مكنها من الدخول في اتفاقيات مع دول أوروبا لتعزيز وتطوير البحث العلمي والتكنولوجي، ومن ثم أصبحت تحمل صفة المراقب في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية بل وتمتلك الآن أيضاً مدينة بنغالور التي تعتبر عاصمة التكنولوجيا في الهند.

ومن التكنولوجيا إلى بوليود، لم يختلف الأمر كثيراً، إذ تحتل الآن السينما الهندية المرتبة الثانية عالمياً من حيث الإنتاج والتوزيع، بفضل التطور الكبير الذي شهدته في أواخر السبعينات وحتى بداية الألفية الجديدة، الذي تزامن مع الثورة الكبرى في بوليود، حيث بدأت الاهتمام أكثر بالقضايا العالمية سواء قضايا إنسانية أو فكرية أو حتى اقتصادية.

لم يكن ما سبق الأسباب الرئيسية وراء تقدم الهند، وإنما هناك مجال الطب، الذي تبوأت فيه الدولة الآسيوية مركزاً متقدماً، والدليل على ذلك أن 90% من نسب نجاح دبلومة معادلة الطب العالمية التي تمنح من لندن لأطباء الهند.

لا يمكن الحديث عن تقدم دولة دون التطرق إلى القوة البشرية، ويعتبر العامل الهندي من أشهر الأيدي العاملة ليس فقط في الهند ولكن في دول أوروبا وأميركا، خاصة إنجلترا وكندا وكذلك الوطن العربي، حيث يتميز العامل الهندي بقدرته على العمل لساعات أكثر من أي جنسية أخرى، بالإضافة إلى كفاءته المعروفة ومرتبه الذي يعتبر معقولاً بالنسبة إلى أي عامل آخر؛ لذلك تعتبر الأيدي العاملة الهندية من أفضل الجنسيات الأخرى التي تعمل في دول الخليج.

Email