ترامب يتوعد من يتعامل مع طهران تجارياً بعقوبات قاسية

عاصفة عقوبات الردع الأميركية تجتاح إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

وضعت الحزمة الأولى من العقوبات الأميركية، التي دخلت حيز التنفيذ رسمياً أمس، النظام الإيراني على حافة الهاوية، لاسيما بعد أن فاقمت هذه العقوبات من الأوضاع الاقتصادية الضاغطة على الشعب الإيراني، الذي ترجم هذه السخط إلى مظاهرات غاضبة واضرابات جديدة، بالتزامن هدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب بعقوبات قاسية على كل من يتعامل تجاريا مع إيران، في وقت قال مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية أن أكثر من 100 شركة عالمية وافقت على مغادرة السوق الإيرانية مع بدء سريان العقوبات.

سياسات فاسدة

وفور دخول العقوبات حيز التنفيذ، هدد ترامب بعقوبات قاسية على كل من يتعامل تجاريا مع إيران.

وقال في تغريدة على تويتر إن «الولايات المتحدة لن تتعامل تجاريا مع كل من يجري معاملات تجارية مع طهران، أطلب السلام العالمي، لا أقل من ذلك». واعتبر ترامب أن العقوبات على النظام الإيراني الذي يعاني من مشكلات اقتصادية وانهيار في العملة، «هي الأشد على الإطلاق»، مشيرا إلى أنها «ستصل في نوفمبر إلى مستوى أعلى».

قبيل دخول العقوبات حيز التنفيذ أعلن ترامب في بيان «على النظام الإيراني الاختيار. فإما أن يغير سلوكه المزعزع للاستقرار ويندمج مجددا في الاقتصاد العالمي، وإما أن يمضي قدما في مسار من العزلة الاقتصادية».

بدورها،ذكرت وزارة الخارجية الأميركية، إن الاضطرابات في إيران نتيجة السياسات الفاسدة للنظام، مؤكدة أن الرئيس ترامب يسعى إلى اتفاق جديد يكبح جماح إيران، مضيفة إن واشنطن ستعمل مع شركائها حول العالم لمنع التفاف إيران على العقوبات.

وأكدت الخارجية الأميركية، أن محادثات تجرى مع الأوروبيين للوصول إلى رؤية مشتركة حول إيران، مشيرة إلى أن أوروبا مهددة من دعم إيران للإرهاب، لافتة إلى أن هناك عقوبات تستهدف مصادر تمويل الحرس الثوري. وأضافت «سنطبق الضغط الاقتصادي على إيران حتى يكون هناك صفقة جديدة».

وطالبت الولايات المتحدة بأن تتوقف الصواريخ الباليستية الإيرانية عن استهداف السعودية. وفيما قال مسؤولون في وزارة الخارجية إن أكثر من 100 شركة عالمية وافقت على مغادرة السوق الإيرانية مع بدء سريان العقوبات الأميركية، تشمل حزمة العقوبات الأولى مشتريات الحكومة الإيرانية من الدولار، والتجارة في الذهب والمعادن الثمينة الأخرى.

إضراب

الى ذلك، أندلعت موجة جديدة من الإضرابات الفئوية والعمالية في أنحاء متفرقة داخل إيران، بالتزامن مع بدء تطبيق العقوبات. وأوردت وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية، أن الإضراب جاء اعتراضاً على خفض رواتبهم بالتزامن مع تدني قيمة العملة المحلية أمام الدولار الأميركي لأقل مستوياتها.

وأعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن عمال خدمات نفطية دخلوا إضراباً مفتوحاً، منذ مساء الإثنين، في حقل نفطي بحري بجزيرة «خارك»، أكبر منفذ بحري لتصدير النفط الخام الإيراني.

وذكر «راديو زمانه» الناطق بالفارسية، أن عدداً من عمال استاد «آزادي» الرياضي في طهران، نظموا مسيرات احتجاجية، اعتراضاً على استمرار سياسات الفصل التعسفي، قبل أن يطوقوا أسوار وزارة الرياضة الإيرانية. كما يواصل عمال السكك الحديدية منذ عدة أيام إضرابهم بمناطق متفرقة مثل سمنان، وسرخس، وشاهرود، اعتراضاً على تدني دخلهم المالي، وسط حالة معيشية متردية.

وعمت موجة إضرابات عدداً من الأسواق في طهران، اعتراضاً على حالة تفشي الكساد وزيادة معدلات البطالة، حيث تداول نشطاء إيرانيون مقاطع مصورة تُظهر إغلاق التجار أبواب المحال.

Email