تقارير البيان

العقوبات الأميركية تنذر بـ«تسونامي شعبي» في طهران

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه طهران خطراً حقيقياً، مع دخول العقوبات الأميركية حيز التنفيذ، فما بين وضع اقتصادي مُنهار تمامًا والغليان الواسع بالمجتمع، فإن طهران تظل أمام مرحلة فاصلة تواجه نُذر انهيارات على مستوى أوسع، سواء داخليًا أو على صعيد دورها الخارجي.

وقال علاء السعيد، الخبير والكاتب المتخصص في الشأن الإيراني، في تصريحات لـ«البيان» إن العقوبات المفروضة هي عقوبات تصاعدية، هدفها خنق إيران اقتصاديًا من قبل الولايات المتحدة بعد انسحابها من الاتفاق النووي، بخاصة التداعيات على الصعيد الداخلي، التي بدأت بالفعل في الفترة الأخيرة قبل بدء تنفيذ العقوبات في مرحلتها الأولى أمس.

تجلى ذلك في انهيار العملة الإيرانية بشكل واضح، وانهيار الاقتصاد الإيراني عامة، ما يؤدي إلى حالة اختناق واسعة داخل المجتمع الإيراني في ضوء ذلك الوضع الاقتصادي المنهار تمامًا، ينتج عن ذلك توسع في التظاهرات والاحتجاجات الداخلية التي تنتقل من مدينة لأخرى، وقد بدأت بالفعل تلك التظاهرات منذ فترة سواء لدى التجار أو العامة، في ضوء عدم توافر السلع قبل تطبيق العقوبات، ما ينذر بأن الأمر سوف يزداد سوءًا، كما أن استيراد إيران لبعض السلع الأساسية سوف يتراجع، بحسب السعيد.

ورجح الخبير المختص بالشأن الإيراني تكاتف بعض القوى الداخلية ومعارضة الخارج للقيام بحراك واسع. كما توقع في السياق ذاته بزوغ مشكلات بين الحرس الثوري الإيراني والرئاسة والمرشد الأعلى. كما أن كثيرًا الشركات العالمية بدأت بالفعل في الانسحاب، مثلما حدث أخيرًا مع شركة توتال، ما يؤثر سلبًا على إنتاج إيران من النفط.

أما على صعيد التداعيات المرتبطة بدور إيران في الخارج، توقع السعيد تراجع الدور الإيراني الخارجي في بعض الدول، نتيجة لعدم وجود دعم كافٍ لميليشيا إيران العاملة في تلك المناطق، فدور حزب الله في لبنان سوف يتراجع نتيجة تراجع الدعم الإيراني، وكذا دور الحوثيين في اليمن نتيجة التوقف المتوقع بعد العقوبات للأسلحة والمعدات.

وفند الباحث المتخصص بالشأن الإيراني محمد علاء الدين، لـ«البيان» التداعيات المباشرة وغير المباشرة للعقوبات الأميركية، متوقعا انهيارًا كاملًا للمؤسسات الاقتصادية والسياسية الإيرانية كافة، وسط حالة الثوران في الشارع الإيراني الذي لم ترهبه سياسة القمع التي ينتهجها النظام، أيضًا من المتوقع أن يحدث شح في العملات الأجنبية ومزيد من الانهيار في سعر التومان الإيراني.

وتابع: «النظام مرتعد من العقوبات والحيل الإيرانية عاجزة عن التصدي لها هذه المرة، فما يصدر من القرارات الإيرانية يدل على حالة التخبط التي تعيشها بداية من إقالة محافظ البنك المركزي ونائب مدير مكتب العملات الأجنبية، ومحاولات احتواء الغضب الشعبي عبر المطالبة بإقالة فريق روحاني أو إحداث جملة من التغييرات لن تؤتي ثمارها، وسقوط النظام الإيراني بات محققًا».

وقال إن الإدارة الأميركية منذ انسحابها من الاتفاق النووي أعطت فرصة زمنية ووقتية إلى الشركات الأوروبية العاملة في إيران حتى تسحب وتصفي أعمالها لتخفيف الأضرار الناجمة، وستنفذ العقوبات على مرحلتين.

Email