أوربان مؤسس سياسة الترهيب ضد المهاجرين

فيكتور أوربان

ت + ت - الحجم الطبيعي

للمرة الثالثة على التوالي، يفوز اليميني المتطرف فيكتور أوربان، برئاسة وزراء المجر.... على أكتاف خطاب صريح في معاداته للغير، وتشدده إزاء الهجرة واللجوء. حيث حذر مما أسماه بـ «الفوضى»، التي قد تجتاح المجر إذا ما تحولت إلى «بلد لجوء»، مثل فرنسا أو بلجيكا. كما أعلنت عن تخوفها من تحويل الأموال المرصودة لإعانة العائلات المجرية الفقيرة، لصالح المهاجرين.

وطرح أوربان نفسه، كمنقذ للثقافة المسيحية في مواجهة هجرة المسلمين إلى أوروبا، وهي صورة كان لها صداها لدى ملايين الناخبين، خصوصاً في المناطق الريفية. وقد يعزز فوز أوربان، موقف تحالف دول وسط أوروبا في مواجهة سياسات الهجرة، التي يتبناها الاتحاد الأوروبي. ويعارض أوربان، الاندماج بشكل أعمق مع الاتحاد الأوروبي.

ومن المتوقع أن يواصل أوربان سياساته الاقتصادية الحالية، التي تتضمن تخفيضات في الضرائب على الدخل، وحوافز لدعم النمو، وأن يوسع حلفاؤه من رجال الأعمال، نطاق أعمالهم الاقتصادية. ويملك رجال أعمال مقربون من حزب أوربان، أسهماً في مؤسسات كبرى في قطاعات مثل البنوك والطاقة والبناء والسياحة.

معاداة للمسلمين

وقد وصف رئيس الوزراء المجري في حوار مع صحيفة ألمانية، هجرة المسلمين إلى أوروبا بالغزو.

وكثيراً ما دعى أوربان، المعروف بمعاداته للأجانب، إلى أن موجة اللاجئين «تهدد التوازن الديموغرافي، كما تهدد المسيحية في أوروبا».

سيرة ذاتية

ولد فيكتور أوربان عام 1965، وهو حالياً رئيس حزب فيديسز. وعرف بآرائه اليمينية المتشددة، التي تبرز كرهه للأجانب والمسلمين بشكل خاص.

وكان أوربان قد أثار ضجة عارمة، واحتجاجات شعبية، إثر قوله في حوار لصحيفة «بيلد» الألمانية الشعبية: «لا نعتبر هؤلاء الناس كلاجئين، ولكن كغزاة مسلمين».

وأضاف أنه للوصول من سوريا إلى المجر، لا بد من عبور أربعة بلدان، فهؤلاء لا يركضون «من أجل حياتهم»، وإنما «من أجل حياة أفضل». وأضاف أن اللاجئين بدلاً من طلب الدخول، اجتازوا الحدود بشكل غير قانوني.

وفي اجتماع مغلق لدى الكتلة البرلمانية الولائية لبافاريا العليا. أكد أوربان، أنه لم يفهم أبداً، كيف يمكن لبلد كألمانيا، أن يحتفل بالفوضى والعبور غير القانوني للحدود، وذلك في إشارة إلى ثقافة الترحيب التي سادت ألمانيا عند تدفق اللاجئين إليها.

بوابة الاتحاد الأوروبي

وأقام فيكتور أوربان، جداراً على الحدود مع صربيا، لمنع اللاجئين السوريين وغيرهم من المهاجرين المسلمين من دخول المجر، الواقعة في شرقي أوروبا، والتي تعتبر بوابة للاتحاد الأوروبي.

كما سبق لأوربان، أن أكد في عدة مناسبات، أن الديانة المسيحية تنحسر في دول الاتحاد الأوروبي، التي تستقبل المهاجرين، مدافعاً عن الدول التي ترفض، على غرار بلاده، استقبالهم.

وقال خلال زيارته الأخيرة لبولندا «هناك من يضع كل رهاناته على المهاجرين، بما في ذلك المستقبل والتوازن الديموغرافي، سوق العمل، هؤلاء هم القوى الاستعمارية السابقة». وتابع: «لا نريد مجتمعاً مختلطاً، كما هي الحال في الغرب، حيث تعيش حضارات مختلفة جنباً إلى جنب، وحيث يخسر العنصر المسيحي دوره نتيجة لذلك».

يذكر أن أوربان حصد انتقادات شديدة من قبل دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها ألمانيا، كما انتقده العديد من رجال الدين المسيحيين، الذين أصروا على التشبث بالقيم الإنسانية، التي تشدد على مساعدة المحتاجين وإيواء اللاجئين.

Email