نفذتها عائلة من أب وأم و4 أطفال

مقتل 14 شخصاً في اعتداءات ضد كنائس إندونيسية

النيران تشتعل في إحدى الكنائس المستهدفة بمنطقة سورابايا | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

نفذت عائلة من ستة أفراد، بينهم طفلتان، سلسلة اعتداءات انتحارية استهدفت كنائس في إندونيسيا خلال قداس الأحد ما أسفر عن مقتل 14 شخصاً على الأقل، وإصابة العشرات في عملية تبناها تنظيم داعش الإرهابي في أكبر بلد مسلم من حيث عدد السكان.

وتعد التفجيرات التي استهدفت ثلاث كنائس في سورابايا (شرق جزيرة جاوة) الأكثر دموية منذ سنوات في إندونيسيا التي تحاول التعامل مع التشدد على أراضيها والتصدي للتعصب والكراهية المتزايدة تجاه الأقليات الدينية.

وأكد قائد الشرطة الإندونيسية تيتو كارنافيان أن العائلة المكونة من أم وأب وطفلتين بعمر 9 أعوام و12 عاماً وولدين بعمر 16 و18 عاماً مرتبطة بشبكة «جماعة أنصار الدولة» المؤيدة لتنظيم داعش.

ورجحت تقارير إعلامية محلية أن تكون العائلة عائدة من سوريا، إلى حيث تدفق مئات الإندونيسيين خلال السنوات الأخيرة للقتال في صفوف «داعش».

وأفاد كارنافيان أن الأم التي تم التعريف عنها أنها بوجي كوسواتي كانت وطفلتاها يرتدين نقاباً وأحزمة ناسفة لدى دخولهن كنيسة «كريستن ديبونيغورو»، حيث فجرن أنفسهن.

أما الوالد ديتا بريانتو، وهو زعيم خلية تابعة لجماعة أنصار الدولة، فقاد سيارته المفخخة إلى كنيسة «العنصرة» في مركز سورابايا، في حين ركب نجلاه دراجتين ناريتين إلى كنسية «سانتا ماريا»، حيث فجرا القنابل التي كانت بحوزتهما، بحسب كارنافيان.

وقال قائد الشرطة إن «جميع الهجمات كانت انتحارية لكنها استخدمت أنواعاً مختلفة من القنابل».

وأكد الناطق باسم الشرطة في شرق جاوة فرنس بارونغ مانغيرا مقتل 13 شخصاً وإصابة نحو 40 في الاعتداءات المنسقة. وأظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام سيارة اشتعلت فيها ألسنة اللهب وسط تصاعد للدخان الكثيف وجثة ممددة أمام مدخل كنيسة «سانتا ماريا» الكاثوليكية في سورابايا إلى جانب دراجات نارية على الأرض وسط الأنقاض. وفكك خبراء الشرطة قنبلتين غير منفجرتين في كنيسة «العنصرة» في مركز سورابايا.

واتُّهمت «جماعة أنصار الدولة» التي يقودها أمان عبدالرحمن، المسجون حالياً، بتدبير هجمات دامية عدة في البلاد. وأعلنت الشرطة أمس، مقتل أربعة مشتبه بانتمائهم لـ«جماعة أنصار الدولة» في تبادل لإطلاق النار خلال عمليات دهم مرتبطة بأعمال الشغب دامية وقعت داخل سجن هذا الأسبوع.

ولقي خمسة عناصر من قوة مكافحة الشغب الإندونيسية وأحد السجناء حتفهم في مواجهات داخل سجن شديد الحراسة في إحدى ضواحي جاكرتا أخذ خلالها سجناء متشددون أحد الحراس رهينة، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن المواجهات.

ولم يستبعد كارنافيان أن تكون الاعتداءات على الكنائس انتقامية رداً على توقيف بعض قادة «جماعة أنصار الدولة» وأزمة السجن التي انتهت باستسلام المحتجزين المتطرفين.

وأضاف أن «الحادثة أثارت غضبهم (...) وتلقوا أوامر من تنظيم داعش في سوريا، ولذا انتظروا اللحظة المناسبة للثأر».

وأعرب البابا فرنسيس عن دعمه لضحايا «الهجوم العنيف على أماكن العبادة» في حين ندد الرئيس جوكو ويدودو بالاعتداءات قائلاً للصحافيين «علينا أن نتحد بمواجهة الإرهاب»، مضيفاً أن «الدولة لن تتهاون مع هذا العمل الجبان».

ودانت مصر التي كانت نفسها شهدت هجمات استهدفت كنائس وتبناها تنظيم داعش بأشد العبارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية «الاعتداءات الإرهابية».

Email