واشنطن تشتبه في «عبث روسي» بموقع الهجوم

ذرائع أمنية تعطّل التحقيق في «كيماوي دوما»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس، أن خبراء في هذه الأسلحة لم يتمكنوا بعد من الوصول إلى مدينة دوما السورية في الغوطة الشرقية، للتحقيق في هجوم مفترض بالغاز السام، وسط تبادل الاتهامات بين روسيا والغرب بشأن تعطيل التحقيق، قبل أن يتم لاحقاً الإعلان أن فريق الخبراء سيصل إلى دوما يوم غدٍ (الأربعاء).

وقال مسؤول روسي خلال مؤتمر صحافي في السفارة الروسية في لاهاي «غداً (الثلاثاء) ستتفحص الأجهزة الأمنية لدى الأمم المتحدة الطرقات. ونخطط لوصول خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الاربعاء»، موضحاً أن العمل جار لنزع الالغام من الطرقات.

وقال مدير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزمجو خلال جلسة طارئة «لم ينتشر الفريق بعد في دوما». وكان من المتوقع أن يبدأ فريق تقصي الحقائق عمله الميداني، أول من أمس، إلا أنه عقد لقاءات مع مسؤولين سوريين في دمشق وسط تعتيم إعلامي من الطرفين حول برنامج عمله للتحقيق في الهجوم الكيميائي المفترض في دوما.

وقال أوزمجو إن «المسؤولين الروس والسوريين الذين شاركوا في الاجتماعات التحضيرية في دمشق» أبلغوا الفريق أنه لا تزال هناك قضايا أمنية معلقة يجب الانتهاء منها قبل بدء عمله.

وأضاف أنه يمكن للأدلة على استخدام أسلحة كيميائية أن تتحلل بسرعة في البيئة، ودعا إلى السماح للفريق المؤلف من تسعة أشخاص متطوعين، إلى الدخول إلى دوما «بالسرعة الممكنة».

وأوضح أوزومجو، وهو دبلوماسي تركي، لشبكة (إن تي في) التلفزيونية، إن نتائج التحقيق يمكن أن تستغرق شهراً، إلا أن المندوب الأميركي لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قال إن روسيا قد تكون زارت موقع الهجوم المفترض «وعبثت» بالأدلة.

وأضاف المندوب كين وارد: «نشعر بالقلق إزاء احتمال أن يكونوا عبثوا به لإحباط جهود بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة لإجراء تحقيق فعال». ودعا المندوب الهيئة المكونة من 41 عضواً إلى «إدانة الحكومة السورية بسبب حكمها بالإرهاب الكيميائي والمطالبة بمحاسبة دولية للمسؤولين عن هذه الهجمات الشنيعة».

نفي اتهامات

ونفى الكرملين الاتهامات الأميركية، وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لهيئة الـ«بي بي سي»: «أستطيع أن أضمن لكم أن روسيا لم تعبث بالموقع».

كما صرح ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «نحن نعتبر هذه الاتهامات ضد روسيا لا أساس لها» مضيفاً أن موسكو أيدت دائماً إجراء «تحقيق حيادي».

موقف فرنسي

من جهتها، دعت فرنسا في الاجتماع إلى تمكين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من تفكيك برنامج سوريا «السري» للأسلحة الكيميائية. وقال السفير الفرنسي فيليب لاليو خلال اجتماع لاهاي: إن «الأولوية اليوم تكمن في منح اللجنة الفنية (في المنظمة) الوسائل لإنجاز تفكيك البرنامج السوري». وأضاف «نعلم جميعاً بأن سوريا أبقت على برنامج كيميائي سري منذ 2013». وأكد أن «الحقائق موجودة هناك، وهم يطلقون أبشع الأكاذيب، وينفون الأمر».

ويهدف عمل البعثة بالدرجة الأولى إلى تحديد ما إذا كان تم استخدام مواد كيميائية، ولا يقع على عاتقها تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم. وسيقوم الخبراء بإجراء مقابلات مع ضحايا الهجوم وجمع عينات.

وتجري مناقشات في مجلس حول مسودة قرار جديدة بشأن سوريا قدمها الأميركيون والفرنسيون والبريطانيون بعد ساعات من الضربات، تنص بصورة خاصة على إنشاء آلية تحقيق جديدة تتعلق باستخدام أسلحة كيميائية في سوريا.

Email