محرك غوغل يستبق نتائج الانتخابات المقبلة

طيف بوتين يحتل صدارة الأحداث في روسيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يعصى على رجل روسيا الأول، فلاديمير بوتين، أن يحتل صدارة الأحداث العملاقة، بأشكالها المتعددة، وكأننا إزاء دراما متواصلة حافلة بالتشويق، تمتد من سيبيريا، حيث شغل «طيفه» العملاق ثلاثي الأبعاد، الناس، وملأ صفحات التواصل بالتعليقات، وصولاً إلى خطابه الأخير، الذي تخلله عرض لعبة فيديو تقصف فيها الصواريخ النووية نادي ترامب الخاص في بالم بيتش، مروراً بمزاعم عن علاقة تجمعه بنجمة «بايووتش» باميلا أندرسن، وتوظيف نجومية ممثل هوليوود ستيفن سيغال لصالحه. ولا يكتمل المشهد الروسي البوتيني طبعاً، إلا بمظلة الانتخابات المقبلة، التي حسم موقع غوغل فوز بوتين فيها.

بداية من مدينة تيومن السيبيرية الروسية، حيث انتصبت صورة هولوغرام عملاقة ثلاثية الأبعاد، بطول 40 قدماً، لبوتين، خارج مركز التدريب على الألعاب الأولمبية. تأتي الصورة الطيفية للرجل القوي، عاشق لعبة الجودو، مرتدياً بدلة الكيمونو، تزامناً مع موجة من الإعلانات الترويجية للزعيم الروسي، في مرحلة تسبق الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث ترجّح التوقعات، تحقيق سيد الكرملين فوزاً ساحقاً.

وأحدث الهولوغرام، الذي تعود فكرته لرجل أعمال ومصمم تطبيقات روسي، سيلاً من التعليقات على مواقع التواصل، حيث قال أحدهم قائلاً: «إنه طيف الرئيس يتابعنا». وشبّه آخر الطيف، بإحدى شخصيات مسلسل أميركي شهير.

يذكر أن استطلاعات الرأي، قد كشفت عن نسبة 70 في المئة من الروس العازمين على التصويت لبوتين في الانتخابات المقبلة، ليتولى إذا فاز ولاية رابعة، قد تكون الأخيرة، في حال لم يتم تعديل الدستور، وتتيح له البقاء في السلطة حتى عام 2024.

ومع ذلك، تصطف عارضات أمام منصات التصويت في حملات عبر الإنترنت، تشجيعاً للشباب على التصويت، وسط مخاوف من مشاعر اللا مبالاة إزاء حتمية فوز بوتين. وعرضت إحدى المقاطعات، إجراء فحوصات الكشف عن السرطان المجانية داخل قاعات طبية في المدارس المستخدمة كمقار للتصويت.

وفي السياق عينه، استبق محرك البحث غوغل، الانتخابات المزمعة في 18 مارس الجاري، معلناً فوز بوتين. وأظهرت صفحة المحرك العملاق، في المقطع المنشور باللغة الروسية، صورة لبوتين تحت عنوان «الفائز»، رداً على طباعة المستخدمين كلمات البحث «انتخابات 2018». وسرعان ما عمد القيمون على تصحيح الخطأ الغريب، أو المزحة، عقب اكتشاف المستخدمين لها بعشرين دقيقة.

وتمثلت قوة بوتين في أحدث نسخها، من خلال الخطاب السنوي الذي ألقاه أمام الجمعية الفدرالية، بالتزامن مع عرض لعبة فيديو تظهر ضربةً نووية تستهدف مصالح أميركية، ونادي ترامب الخاص في فلوريدا تحديداً.

وأقر بوتين أن النظام الجديد بصيغته المتحركة، لا يحمل اسماً بعد، طالباً إلى الجمهور تقديم اقتراحات عبر الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الروسية.

وبعيداً عن الأخبار النووية، زعمت نجمة سلسلة «بايووتش»، باميلا أندرسون، وجود علاقة رومانسية مع بوتين، خلال تلميح للنجمة الأميركية عبر إطلالة لها مع المقدم البريطاني الشهير بيرز مورغان.

ولم تكن إثارة مزاعم العلاقة بين بوتين وأندرسون في صدارة الأحداث قبيل موعد الانتخابات من قبيل الصدفة، إذ يعتبر كثيرون أن الرئيس الروسي عرف كيف يوظف نجومية كبار ممثلي هوليوود لصالحه. إذ تعمّد الظهور والتقاط الصور مع النجم ستيفن سيغال منذ عام 2013، في مدرسة «سامبو 70» أكاديمية الفنون القتالية في موسكو، التي أعيد تحديثها.

وقد حصد الحدث، الاهتمام المطلوب والتغطية الإعلامية اللازمة، لترويج بوتين برنامج تدريب بدني وطني، كان قد أطلق بداية أيام الثلاثينيات في عهد ستالين، وكان يهدف لمساعدة الشباب على التأهل للخدمة في صفوف الجيش الأحمر.

Email