تهدف تصحيح خطأ أوباما إزاء حركة 2009 الخضراء

مطالبات أميركية متصاعدة لترامب بدعم انتفاضة إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتبر جيد بابين، مساعد وكيل وزارة الخارجية في عهد إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب، أنه على إدارة الرئيس دونالد ترامب مساعدة المنتفضين الإيرانيين الذين يريدون إسقاط نظام ولاية لفقيه الديكتاتوري، فيما رأى ويليام بيرنز، نائب وزير الخارجية الأميركي الأسبق، ورئيس إحدى مؤسسات السلام الدولية، أن ترامب لديه فرصة ذهبية للإطاحة بنظام الملالي.

ورأى بابين، في مقال له بصحيفة «واشنطن تايمز»، الأحد، أن «إيران كأي دولة استبدادية أخرى ليست مستقرة ولا متماسكة، حيث هدّدت الاحتجاجات الأخيرة نظام المرشد برمته».

واعتبر أن هذه الانتفاضة فرصة للرئيس ترامب لتصحيح أخطاء سلفه باراك أوباما الذي تخلى عن دعم الانتفاضة التي اندلعت عقب الانتخابات الإيرانية عام 2009، «والتي أشعلت ثورة هدّدت النظام الراعي للإرهاب». ورأى أن أوباما أعلن فشل تلك الانتفاضة، وبدلاً من مساعدة المتظاهرين انتقدهم قائلاً إنهم لا يمثلون «تغيّراً جوهرياً».

وكشف أن وكالة الاستخبارات المركزية طلبت من أوباما الحصول على إذن للدخول في عمليات سرية لمساعدة الحركة الخضراء للإطاحة بنظام الملالي، لكنه «أمر بقطع الاتصالات مع تلك الحركة، وعدم اتخاذ إجراءات ضد النظام الإيراني، وتم قمع الحركة الخضراء».

عملية كاساندرا

وأشار جيد بابين أيضاً إلى إيقاف عملية «كاساندرا» من جانب الإدارة السابقة عام 2011 التي كانت تهدف إلى التحقيق في شبكة تهريب المخدرات وغسل الأموال التابعة لميليشيا «حزب الله» اللبنانية المدعومة إيرانياً. كما تطرق إلى توقيع الاتفاق النووي مع إيران عام 2015 الذي قال عنه ترامب مراراً وتكراراً إنه «أسوأ صفقة ممكنة».

وقال بابين إن «رعاية إيران للإرهاب في جميع أنحاء العالم ازدادت ويمكن لترامب، بل ينبغي له أن يفعل أكثر بكثير من مجرد التغريد على تويتر»، مشيداً بما كتبه ترامب في مطلع العام الحالي حول أن وقت التغيير في إيران «قد حان».

وحذر جيد بابين من أنه «سيكون هناك تصاعد للعنف ضد المتظاهرين الإيرانيين، وقد قتلت قوات النظام وميليشيات الباسيج العشرات بالفعل، ومن المرجح أن يوجه الحرس الثوري الإيراني، الذراع العسكرية للنظام، سلاحه قريباً ضد المتظاهرين، وسوف يموت الكثيرون، ما قد يؤدي إلى قمع كامل للاحتجاجات الحالية».

نظام ضعيف

وأضاف: «لكن كما أثبتت هذه الاحتجاجات والحركة الخضراء لعام 2009، فإن نظام الملالي ضعيف، وبالنظر إلى ما سيحدث للمتظاهرين الإيرانيين في الأسابيع المقبلة، فإن ترامب يجب أن يتصرف بحزم».

وشدد على أن «ما امتنع أوباما عن فعله في عام 2009 يجب على ترامب أن يأذن في عام كالسماح لوكالة المخابرات المركزية بتنفيذ خطط لتمويل ومساعدة المعارضة لتنظيم ثورة في إيران للإطاحة بنظام الملالي». وشدد على أن «هذا العمل السري يمكن أن يأذن به قرار رئاسي سري، ينبغي أن يوقعه ترامب في أقرب وقت ممكن».

وفي وقت لاحق من هذا الشهر، سيواجه ترامب مرة أخرى مشكلة التصديق على امتثال إيران للاتفاق النووي. وفي أكتوبر الماضي رفض ترامب أن يفعل ذلك. «الآن يمكنه أن يفعل المزيد»، بحسب بابين الذي ختم بالقول: «بإلغاء اتفاق أوباما، يمكن لترامب أن يتخذ إجراءات قوية لحماية مصالحنا الأمنية الوطنية، وأن يضغط على حلفائنا لفتح أعينهم لأحد أخطر الأخطار التي نواجهها جميعاً».

فرصة ذهبية

من جانبه، أكد ويليام بيرنز، نائب وزير الخارجية الأميركي السابق، ورئيس إحدى مؤسسات السلام الدولية، أن دونالد ترامب لديه فرصة ذهبية للإطاحة بنظام الملالي، استغلالاً للتظاهرات الشعبية التي سيطرت على الشوارع في العديد من المدن الإيرانية خلال الأيام القليلة الماضية.

وأشار بيرنز، خلال مقاله في صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إلى أن الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في عام 2015 بين إيران والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، لا يتضمن بنوداً تتعلق بقدرات إيران في تخصيب اليورانيوم فحسب، ولكن تشمل أيضاً بنوداً قد تُمكن الولايات المتحدة من معاقبة إيران أو حتى إلغاء الاتفاق برمته.

وأوضح رئيس مؤسسة كارنيغي الدولية للسلام أن الاتفاق النووي يحتفظ بخيار واضح للولايات المتحدة بإمكانية اتخاذ تدابير ضد الحكومة الإيرانية للتجاوزات غير النووية، التي ظهرت بقوة خلال الاحتجاجات الشعبية طيلة الأسبوع الماضي.

ولفت إلى أن الاتفاق النووي يتضمن عقوبات ضد ممارسات انتهاك حقوق الإنسان، كذلك تقديم المساعدات العسكرية والمادية إلى العناصر والجماعات الإرهابية في الخارج، وهو الأمر الذي من شأنه أن يتحول إلى عملية رفض كاملة على مستوى الدول التي وقعت بالفعل على الاتفاق الدولي.

وأوضح نائب وزير الخارجية الأميركي السابق أن ترامب قد يستغل التعامل الغاشم لقوات الحرس الثوري الإيراني مع المتظاهرين، التي أسفرت عن سقوط العديد من القتلى، وهو ما يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وإمكانية التعبير عن الرأي بصورة سلمية.

لافتاً إلى أن استغلال تلك الممارسات القمعية لنظام الملالي، من أجل إقناع الدول الغربية في الاتحاد الأوروبي بضرورة إلغاء الاتفاق النووي، الذي يتضمن إمكانية معاقبة طهران حال ثبوت تجاوزها في مجالات حقوق الإنسان أو دعمها للإرهاب وتنظيماته في العالم.

Email