الإيرانيون يعيشون في سجن كبير

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحتجاجات في المدن الإيرانية آخذة بالاتساع يوماً بعد يوم، على الرغم من التحذيرات التي أطلقتها السلطات الإيرانية، واعتقال مئات المتظاهرين، فيما يصف مراقبون إيران بأنها أصلاً سجن كبير.

وفيما يطالب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المدن الأخرى أن تنضم إلى الاحتجاجات لتحقيق الإصلاحات، يؤكد محللون سياسيون أن التصعيد في الاحتجاجات سيكون الصورة العامة لها رفضاً لما يجري وأن ما يميز هذه المظاهرات في كونها منطلقة من مناطق تعد حاضنة للنظام.

واعتبر السفير الأردني السابق في إيران، د. بسام العموش في تصريحات لـ «البيان» أن هذه الاحتجاجات معبرة عن نفسها، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني يعيش في سجن كبير وأغلبيته من الفقراء وهنالك فئات مسحوقة، إضافة إلى أن إيران لا توجد بها حرية سياسية رغم تبجح قادتها بأنهم يمارسون الديمقراطية وأن الرئيس لديهم منتخب، والواقع في أن هذا الرئيس ينتخب بعد موافقة المرشد وبالتالي هي ديمقراطية مجزوءة ومشروطة.

وأضاف العموش: «كذلك لا توجد معارضة داخل إيران والتاريخ شهد على مجازر عديدة منذ الثورة إلى الآن، فملايين من الإيرانيين يعيشون خارج إيران، أو داخلها إما في السجون أو مغلوب على أمرهم ويبحثون عن لقمة عيشهم»، مشيراً إلى أن «هذه الاحتجاجات تنبع من حقهم في مقدرات البلاد التي تذهب إلى اليمن وسوريا والعراق ولبنان، في المقابل فإن الأغلبية ما زالوا يعيشون في بيوت من طين».

مزيد من التصعيد

ويعتقد الخبير في الشأن الإيراني د. نبيل العتوم أن مسار الاحتجاجات آخذ بالاتساع، ففي البداية انطلقت الشرارة من أربع مدن ووصلت الآن إلى 34 مدينة، لافتاً إلى أنه حتى الآن لم تشترك الأقليات والشعوب غير الفارسية وإنما تنطلق من المناطق الحاضنة للنظام، كما أن هذه الاحتجاجات تزامنت مع متغيرات محورية أبرزها عجز في موازنة إيران الذي وصل إلى 24 مليار دولار وتوجهها إلى رفع الدعم عن المواد الأساسية ورفع الضرائب، إضافة إلى ارتفاع وتيرة الصراع بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية ما يرجّح المزيد من العقوبات عليها.

وأضاف: «هذه الاحتجاجات تحمل رسائل للداخل والخارج فحواها رفض سياسات التيار المحافظ والإصلاحي خاصة أن الشعارات التي طرحت ليست «الموت لأميركا وإسرائيل»، وإنما «الموت للديكتاتور» في إشارة واضحة للخامنئي، وهتفت كذلك بالموت لحسن روحاني الذي يمثل التيار الإصلاحي وقطع على نفسه الكثير من العهود التي لم يف بها.

عقلية متحجرة

ويرى المحلل السياسي الأردني عمر كُلاب أن الاحتجاجات الإيرانية ليست نابعة فقط من الأزمة الاقتصادية بل من حرمان الشعب من الحريات وعدم الانفتاح الديمقراطي، مشيراً إلى أن الكثير من الدول التي تمر بأزمات اقتصادية تلجأ إلى الانفتاح السياسي للتنفيس عما يجري وعدم الوصول إلى حالة الانفجار.

يردف قائلاً: العقلية الإيرانية متحجرة ولن تتعامل مع الشارع باستجابة، والخوف أن لا يعلم العالم ما يجري على الساحة الإيرانية كونهم غير منفتحين على الوسائل التكنولوجية، وبالتالي يصبح القمع والتنكيل بشكل أكبر، وفي النهاية لا أحد يستطيع إيقاف حراك المظلومين.

Email