الرئيس الأميركي يتباهى بأنه «ذكي جداً وعبقري»

«نار وغضب»..إصدار غير مجدٍ لمن يعارضون رئاسة ترامب أو يدعمونها

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجاذبت وسائل إعلام عالمية جملة من التقارير والأخبار المثيرة بعد إماطة اللثام عن إصدار الكاتب مايكل وولف بعنوانه الصارخ «نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض»، لتكون النسخة المكتوبة متاحة للجميع، على الرغم من سعي محامي ترامب لمنعه، ولا يمكننا الاستغراب من تلك المحاولة سيما بعد أن أرسل الكتاب بعد نشره مبكراً موجات من الصدمة في جميع أرجاء العالم، بعد ادعاءات طالت الرئيس الأميركي وأعوانه من المحيطين به.

فيما تباهى ترامب بقدراته العقلية واصفاً نفسه أنه «ليس ذكياً، بل عبقرياً»، في رده على كتاب يشكك في القوى العقلية لقطب العقارات الثري حاكم البيت الأبيض. قد يفكر المرء بأن الإصدار الجديد لوولف قد يجيب عن تساؤلات تتعلق بطريقة تفكير ترامب، ولكنه وبحسب ما ذكرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية، يطال الثقب الأسود الذي يحيط بالبيت الأبيض، والأشخاص الذين يحاولون ملء ذلك الفراغ، ويهدف لمعرفة قصة ما وصفته بـ«أهم رجل في العالم».

فعلى سبيل المثال، يمكننا التنبه لتدخلات ستيف بانون، الصحفي بالأساس، والذي يرأس موقع «بريتبارت» في قرارات مثل حظر سفر المسلمين، في إشارة إلى أن ترامب لا يبدو بأنه من يقوم بمهمة اتخاذ القرارات، بل يكمن الأمر بمدى نجاح مستشاريه في توضيح آرائهم وإقناعه، أو ربما من هم الأشخاص الذين تحدث معهم في النهاية. فمثلاً قرار إطلاق الضربات الصاروخية في سوريا، جاء بعد عدة عروض تقديمية، «بوربوينت»، وصور مؤثرة لضحايا الحرب من الأطفال.

ولكن بالتأكيد أن هنالك سبباً وراء اختيار ترامب التدخل يومها. وعلى الرغم من حدة التوترات التي تعصف بأميركا وكوريا الشمالية، فإن نهج ترامب بالنسبة إلى الأخيرة بالكاد قد منحه الكاتب وولف صفحة من كتابه المثير للجدل. يمكننا القول إن «النار والغضب» كتاب عن القيل والقال، ويطال رئيساً وجد شهرته من خلال ما قدمه لبرامج الواقع.

وفي الكتاب حقيقة الكثير من الواقع، وفي بعض الأحيان تفاصيل صارخة وحكيمة، وتارة أخرى مهملة، فهل من المهم معرفة أن ترامب ينام في غرفة منفصلة عن زوجته، أو أنه قد طلب جلب تلفاز إضافي؟ ومن الناحية الأخرى، يكشف الإصدار في أجزاء منه المكائد والدسائس الغريبة وراء جدران البيت الأبيض.

نقاط القوة والضعف

وبحسب الصحيفة فإن الكتاب لا يضم أي شيء يحدد بالفعل نقاط القوة أو الضعف في شخصية الرئيس ترامب، من الناحية الاستراتيجية. أما من الناحية العملية، فإنه غير مجدٍ سواء لمن يعارضون رئاسته أو يدعمونها.

يقترح ستيف بانون في النهاية أن هناك فرصة تقدر بنحو 33 في المئة فقط بأن يبصر ترامب السنوات الثلاث المتبقية من ولايته، ولكن هل بوسع خصومه القيام بأي شيء لتحقيق ذلك؟ إن هذا الكتاب يفترض صورة عميقة لعيوب الرئيس ترامب ولكنه لا يضيف أي شيء.

وفي سياق متصل، تساءل موقع «ذا أوبزفر» الأميركي عن مدى قانونية الادعاءات التي نشرها الكاتب مايكل وولف في كتابه الجديد الذي حقق أعلى نسبة مبيعات بعد طرحه على موقع أمازون الإلكتروني، مساء الجمعة، بعد تضمنه حوارات مع مجموعة من المسؤولين والسياسيين الذين جمعتهم علاقات مُقربة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.

غياب المصداقية

ذكر الموقع أن وولف يحاول كشف الكثير من الخبايا المتعلقة بالرئيس الأميركي بعد وصوله إلى البيت الأبيض. ومنح الكاتب الأميركي مجلة نيويورك، الأربعاء الماضي، ملخصاً صغيراً أو مقدمة عن كتابه، قال فيها إن ترامب لم يرغب في أن يكون رئيساً.

وأوضح الموقع الأميركي أن مايكل وولف يعد أحد أشهر الصحفيين في الولايات المتحدة، وكتب الكثير من المقالات في عدد من المنصات الإعلامية البارزة ويسعى دائماً إلى كشف المعلومات والتفاصيل الخاصة عن الشخصيات الشهيرة. ويرى الموقع أنه بالنظر إلى أفعال وتصرفات بانون، وتصريحاته للكاتب الأميركي، فيجب ألا يتم اعتباره أكثر المصادر الموثوق فيها أو التي يمكن الاعتماد عليها.

إلى ذلك، تباهى الرئيس الأميركي بقدراته العقلية واصفاً نفسه أنه «ليس ذكياً، بل عبقرياً»، ذلك غداة صدور كتاب يشكك في القوى العقلية لقطب العقارات الثري حاكم البيت الأبيض. وقال ترامب في سلسلة تغريدات صباحية معتادة:«خلال حياتي، كانت أعظم ميزتين لدي هما توازني العقلي وكوني ذكياً جداً.

البلهاء هيلاري كلينتون لعبت أيضاً بقوة على هذه الأوراق، والكل يعرف كيف انتهى بها المطاف». وتابع ترامب «تحولت من رجل أعمال ناجح جداً، إلى نجم تلفزيون في القمة إلى (منصب) رئيس الولايات المتحدة في أول محاولة لي.

اعتقد أن هذا لا يؤهل لكوني ذكياً بل عبقرياً (...) وعبقرياً بشكل متواصل في ذلك». وتأتي تصريحات ترامب غداة صدور كتاب يحمل عنوان «فاير اند فيوري» للصحافي مايكل وولف يركز على مظاهر شخصية الرئيس الأميركي، وسجل أعلى نسبة مبيعات على موقع أمازون.

Email