وعيد الإعدام لن يثني المتظاهرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف نظام الملالي في إيران عن قبح وجهه بتهديد مواطنيه الباحثين عن العيش الكريم، بالويل والثبور وعظائم الأمور، في محاولة منه لردع الانتفاضة المشتعلة ضد سياساته، بأن توعّد المحتجين بعقوبة الإعدام.

ويرى محللون سياسيون في تصريحات لـ«البيان»، أنّ التهديد بالإعدام ليس سوى تلويح ابتدعته إيران من أجل إخماد الاحتجاجات والسيطرة على ما يجري من أحداث، مشيرين في الوقت ذاته إلى أنّ التصعيد سيكون سيّد الموقف في الفترة القادمة باعتبار أنّ من خرج للشارع يعمل يقيناً أنّ عليه دفع ثمن الحرية والذي سيكون غالياً.

التهديد لن يؤثر

وأوضح عضو مجلس الأعيان الأردني، أسامة الملكاوي، أنّ هذه التهديدات ستحفّز المتظاهرين على المزيد من التصعيد، مشيراً إلى أنّ هنالك مطالب إنسانية طبيعية للإيرانيين، فيما النظام ينفق موارد البلاد في قضايا سياسية يرى الشعب في أنّها ليست من الأولويات. وتوقّع الملكاوي أنّ تكون هذه الاحتجاجات علامة فارقة ومؤثرة، وسيكون لها آثار على بنية الدولة الإيرانية في المستقبل.

بدوره، أشار أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، د. محمد القطاطشة، إلى أنّ النظام الإيراني ديكتاتوري، ويروّج إلى أنّ هناك مؤامرة وأيادي خفية وراء هذه الاحتجاجات، بينما يقول الواقع إنّ الشعب الإيراني يعاني الجوع والفقر والظلم والبطالة، مضيفاً: «هذا الشعب يبحث عن حريته، ومن خرج إلى الشارع يعلم علم اليقين أنّ الثمن سيكون غالياً، فهذه التهديدات بالإعدامات لن تؤثر في سير الاحتجاجات، بل إننا سنشهد المزيد من التصعيد، وسيتعرى هذا النظام خارجياً».

من جهته، لفت الخبير الاستراتيجي د. عامر السبايلة، إلى أنّ تهديدات النظام الإيراني بإعدام المتظاهرين ليست سوى محاولة يائسة لوأد الاحتجاجات من خلال التلويح بأقصى العقوبات، مضيفاً: «الإعدامات عندما تكون التظاهرات كبيرة ليست طريقة لحل المشكلة، وإنما هي محاولة للردع».

تغيير نظام

في السياق، شدّد الكاتب الصحافي، كمال زكارنة، أنّ النظام الإيراني سيستخدم كل ما يملك من قوة لإخماد الاحتجاجات المستمرة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ هذه التظاهرات لن تهدأ بسهولة وستستمر وتتواصل، وبقدر ما هي مساندة من الداخل فإنّ هنالك توجهاً عاماً لدعمها من الخارج، لافتاً إلى أنّ تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تضمن أنّ الوقت قد حان للتغيير، يحمل في طياته رسائل عديدة من أهمها وقوف الولايات المتحدة بجانب هذه الاحتجاجات ومنحها القوة بشكل أكبر حتى تستمر.

ورأى زكارنة أنّ تهديد المحتجين بالإعدام لن يؤثر على مسار الأحداث، بل سيزيد من حالة الزخم والتحدي للنظام، مبيناً أنّ الهدف الأساسي من هذه الاحتجاجات هو تغيير نظام الحكم المستمر منذ 1979 بنفس النهج والطريقة، وأنّ الشعب الإيراني بات يدفع ثمن تدخلات نظامه في عدد من الدول على غرار اليمن وسوريا وغيرها من دون مبررات مقنعة، بحيث أصبحت الظروف الاقتصادية على حافة الهاوية.

 

Email