طهران تجني ما زرعت

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقّع مراقبون، أن تغير الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من أسبوع في إيران، من شكل وطريقة تعاطي النظام في طهران مع القضايا الخارجية وتدخلاته التخريبية في دول المنطقة، مشيرين إلى النظام الإيراني أهدر وعلى مدار عقود مليارات الدولارات في سبيل العبث بأمن الدول المحيطة به.

ويرى محللون أنّ التظاهرات، التي تجتاح عشرات المدن في إيران ضربة لأوهام الهيمنة الإقليمية، وتهديد صريح لمساعيها التخريبية، لافتين إلى أنّ حال الفوضى التي تصيب الداخل الإيراني جاءت في ذروة تبجح طهران بزيادة نفوذها في المنطقة، بعدما عاثت فساداً في كل من لبنان والعراق وسوريا واليمن وغيرها من الدول.

وأشار مراقبون إلى أنه ربما تكون إيران عززت دورها الإقليمي في سوريا عبر دعم النظام، وفي اليمن عبر دعم ميليشيات الحوثي، وفي لبنان عبر دعم ميليشيات حزب الله، لكن تلك التدخلات كانت على حساب الإيرانيين.

وعلى الرغم من تركيز الاحتجاجات على القضايا الاقتصادية، إلاّ أنّ المراقبين يرون أنّ المتظاهرين أعربوا أيضاً عن معارضتهم القوية لسياسة الحكومة القاضية بإرسال الشباب الإيراني للقتال والموت في سوريا، وإنفاق مليارات الدولارات على المجال العسكري، فيما ينبغي أن تكون الأولوية لتوفير وظائف في إيران، والسيطرة على تكاليف المعيشة المتزايدة.

ويدلّل المراقبون على ما ذهبوا إليه بالشعارات التي رفعها المتظاهرون خلال مسيرات الاحتجاج:«اتركوا سوريا وفكروا فينا والموت لحزب الله». وأوضح المراقبون أنّ هذه التظاهرات تذكير بأنّ على القوى الإيرانية الحاكمة أن تدفع ثمن تدخلها بالمنطقة.

Email