النظام استدعى ميليشياته من العراق وسوريا ومرتزقة أفغاناً

انتفاضة إيران تدخل أسبوعها الثاني

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم إعلانه أول من أمس انتهاء الاحتجاجات في إيران، نشر ما يسمى «الحرس الثوري» قواته لإخماد المظاهرات التي دخلت أسبوعها الثاني، واستدعى النظام الإيراني قوات من ميليشياته في سوريا والعراق وميليشيات أفغانية، في حين أفادت تقارير بأن ضابطاً من قوى الأمن الداخلي الإيراني انشق وانضم إلى المحتجين.

كما نشر الناشط الحقوقي الإيراني، حشمت ألافي مقطع فيديو يظهر عضوة في قوات الباسيج وهي تحرق بطاقتها متمردة على النظام.

وقال الجنرال محمد علي جعفري، قائد «الحرس الثوري» إنه أرسل قوات إلى ثلاثة أقاليم هي أصفهان ولورستان وهمدان لمواجهة «الفتنة الجديدة»، على حد تعبيره. ونقل موقع «العربية.نت» الإخباري عن «مصادر خاصة» أن إيران سحبت قسماً من قوات الحرس الثوري المنتشرة في سوريا، وأعادتها إلى البلاد للمشاركة في قمع الاحتجاجات.

وأكدت أن الحرس طلب من السفارة الإيرانية في دمشق ترتيب عودة جميع القوات التي لم يعد لوجودها ضرورة في سوريا إلى إيران فوراً، نظراً لاستمرار الاحتجاجات في أنحاء مختلفة.

وكشف الموقع عن مصادر خاصة من داخل الأهواز الأربعاء، أن إيران جلبت عناصر من ميليشيات الحشد الشعبي العراقية الموالية لها ونشرتها في إقليم الأهواز، حيث انتشرت مجموعات منهم في شوارع عبادان والمحمرة، وكذلك في المحافظات الإيرانية الأخرى لقمع الاحتجاجات، كما انضم قسم من عناصر الحشد الشعبي مع الحرس وقوات الأمن إلى قمع المحتجين في حي الثورة (الدائرة) بمدينة الأهواز، في الساعات المبكرة من صباح أمس.

جلب مرتزقة

من جهته، نشر موقع «آمد نيوز» المعارض الذي يغطي احتجاجات إيران خبراً مقتضباً عبر قناته على تطبيق «تلغرام» يفيد بأن «الحرس الثوري» جلب آلافاً من المرتزقة الأفغان من ميليشيات «فاطميون» الذين يقاتلون في سوريا، إلى داخل إيران ونقلهم إلى مدينة «خميني شهر» بمحافظة أصفهان، للمشاركة في قمع الاحتجاجات.

وبالإضافة إلى قوات الحرس والميليشيات الأجنبية التابعة لها التي استدعتها إيران من سوريا والعراق، أرسل الحرس رسائل نصية لمنتسبيه المتقاعدين يستدعيهم للحضور إلى أقرب نقطة ممكنة لتنظيمهم بصفوف القوات التي تستعد لمواجهة الاحتجاجات التي وصفوها بـ «الفتنة».

ونسبت وسائل إعلام رسمية إلى قائد الجيش الإيراني، الميجر جنرال عبد الرحيم موسوي، قوله أمس، إن قوات الشرطة نجحت بالفعل في إخماد الاحتجاجات، لكنه أضاف أن قواته مستعدة للتدخل إذا لزم الأمر.

استمرار المسيرات

وفي تحدٍ صريح، خرج المئات في مسيرات احتجاجية في شوارع بلدات إيرانية عدة، وسط هتافات «الموت للديكتاتور»، في إشارة للمرشد الأعلى علي خامنئي. وأفادت أنباء بمقتل متظاهر برصاص الأمن بمدينة مسجد سليمان، شمال الأهواز، ويدعى أمين رمضاني. وبهذا يرتفع عدد قتلى الانتفاضة الإيرانية بيومها الثامن إلى 23 قتيلاً منذ اندلاعها الخميس الماضي، فيما تتحدث مصادر المعارضة عن أرقام أعلى.

وتواصلت الاحتجاجات ليلة الأربعاء الخميس في مدينة ملاير بمحافظة همدان، حيث هتف المتظاهرون: «الشعب يتسوّل والمرشد يدعي تمثيل الرب!».

وفي طهران، هتف المحتجون الذين تجمعوا ليلاً في شارع ولي عصر، بشعار «الموت للديكتاتور»، و«سنقاتل لاستعادة الوطن منكم». وتظهر مقاطع الفيديو المنشورة على الشبكات الاجتماعية المتظاهرين في نوشهر شمال غربي البلاد، وهم يرددون شعار «الموت للديكتاتور».

كما تفيد الأخبار من الأهواز بأن قوات مكافحة الشغب مصحوبة بعناصر الحرس الثوري والباسيج وعناصر من ميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية، حاصروا حي الثورة لقمع الاحتجاجات. واستمرت الاحتجاجات خلال الساعات الأولى من يوم أمس، في أصفهان وكازرون ودرفول وسبزوار وكرمنشاه وعيلام وشاهين شهر وبندر عباس ومدن ومناطق أخرى في البلاد.

انشقاق ضابط وباسيجية

وتفيد تقارير بأن ضابطاً من قوى الأمن الداخلي الإيراني انشق، الأربعاء، وانضم إلى المحتجين في مدينة خرّم أباد، مركز محافظة لورستان، وسط البلاد. ونشر موقع «آمد نيوز» في قناته عبر تطبيق «تلغرام»، مقطعاً يظهر الضابط المنشق وهو ينضم للمحتجين الذين استقبلوه بحفاوة وشكروه على موقفه الشجاع.

كما نشر الناشط الحقوقي الإيراني، حشمت ألافي، مقطع فيديو على صفحته في «تويتر» يظهر فيه باسيجية قال إنها فرد من قوات الباسيج وهي تحرق بطاقتها متمردة على النظام.

ونقل ألافي عن الباسيجية قولها «كنت عضواً في الباسيج ولكن عندما رأيت أن أعمالهم لا تختلف عن أعمال داعش ابتعدت عنهم»، مضيفة «الآن أحرق بطاقتي وأدعو الجميع في الباسيج إلى الالتحاق بالشعب.. إلى متى تتحملون هذه الذلة».

أما في خارج إيران، فقد تواصلت التظاهرات في العديد من عواصم العالم دعماً لانتفاضة إيران وتنديداً بوحشية النظام في قمع التظاهرات.

الباسيج

تتغلغل قوات الباسيج، التي يطلق عليها اسم «قوات التعبئة الشعبية»، في مفاصل الدولة الإيرانية، لحماية النظام بالدرجة الأولى، وقمع أي انتفاضة شعبية. وتعد هذه القوات، التي تتشكل أساساً من متطوعين من الرجال والنساء ويقترب قوامها من 100 ألف متطوع، اليد الضاربة للنظام الإيراني، وحائط الصد الأول له، ودائماً ما تنبري لتنفيذ «مهام قذرة» مثل مواجهة المظاهرات الاحتجاجية في الشوارع وحتى تزوير الانتخابات.

Email