واشنطن تتوعّد قادة طهران بالمحاسبة

إيران الغارقة في تدخّلاتها تشتكي تدخل واشنطن

■ يافطة تظهر طبيعة النظام الإيراني خلال تظاهرة الأسبوع الماضي في لندن | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتهمت إيران في «شكوى» إلى الأمم المتحدة، واشنطن، بالتدخل في شؤونها الداخلية، متناسية أن أصابعها لا تزال تحرك جماعات مسلّحة داخل دول عدة، سعياً لزعزعة استقرارها وفرض نفوذها في المنطقة، فيما أكدت الخارجية الأميركية، في بيان، إن لديها «صلاحيات واسعة» لمحاسبة المسؤولين عن أعمال عنف أو مراقبة أو سرقة بحق المتظاهرين في إيران.

ونددت بأعمال قتل واحتجاز مرتبطة بالاحتجاجات. وأضافت «نقول لضحايا النظام (الإيراني): لن ننساكم»، في وقت دعا الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون إلى اتفاق إطاري يحجم دور إيران في المنطقة.

وقال المندوب الإيراني في الأمم المتحدة غلام علي خوشرو، في رسالة إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إن الإدارة الأميركية زادت خلال الأيام الأخيرة من تدخّلاتها في الشؤون الداخلية لإيران.

تدخل ومعاناة

وشكلت طهران لاعباً أساسياً في سوريا، إذ أرسلت قوات من الحرس الثوري وحزب الله لدعم القوات النظامية منذ بداية الحرب. ولا يزال يعاني اليمن من انقلاب ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران التي سيطرت على العاصمة صنعاء وارتكبت جرائم حرب وجنّدت الأطفال، إضافة إلى عملها على تدمير اقتصاد البلاد ونهب أمواله.

كما تهرّب إيران الصواريخ والأسلحة التي يستخدمها الحوثيون في هجماتهم، حيث ثبت أن الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على الأراضي السعودية إيرانية الصنع.

وفي لبنان، تزداد فجوة الانقسام في البلاد بسبب حزب الله المدعوم من إيران الذي يرفض التخلي عن قوة السلاح أو وقف التدخل في مجريات الحياة السياسية.

استفزاز

وفي رسائل استفزازية للمحتجين في إيران، تعهّد حسن نصر الله الأمين العام لميليشيا حزب الله اللبنانية باستمرار تلقي الدعم المالي والعسكري من طهران، حيث يطلق المحتجون هتافات تندّد بإنفاق طهران الأموال على ميليشياتها في الدول الأخرى، فيما تترك شعبها غارقاً في أزماته الاقتصادية.

اتفاق إطاري

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، إلى «اتفاق إطاري» يحجّم دور إيران في صراعات الشرق الأوسط، يكون تكميلياً لاتفاق برنامجها النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015. وقال ماكرون، في كلمته بمناسبة العام الجديد لدبلوماسيين في باريس، إن تدخل إيران في شؤون العراق وسورية ولبنان واليمن «يزعزع استقرار المنطقة، أو يؤدي بشكل واضح في استمرار توترات خطيرة».

وأضاف ماكرون: «يجب أن يكون نجري نقاشا واضحاً وشفافاً للغاية لتقييد الهيمنة الخارجية التي تتم ممارستها في دول معينة». كما تطرق ماكرون إلى المظاهرات الأخيرة في إيران، قائلا إنها تظهر تغييرا يمكن أن يأتي فقط من الداخل.

تحذير روسي

وحذرت موسكو أمس واشنطن من التدخل في «الشؤون الداخلية» لايران بعد أن وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمساعدة الايرانيين على «استعادة زمام الحكم».

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لوكالة تاس الرسمية «نحذر الولايات المتحدة من أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية» لإيران. وأضاف إنه «رغم المحاولات العديدة لتشويه ما يجري فعلاً (في ايران)، أنا على ثقة ان جارتنا وصديقتنا، ستتغلب على صعوباتها الحالية».

وانتقد ايضاً دعوة السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي لعقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن لمناقشة أعمال العنف.

صمت أوباما

هاجم مايك بينس نائب الرئيس الأميركي، صمت الرئيس السابق باراك أوباما أثناء اندلاع تظاهرات «الحركة الخضراء» في إيران 2009، قائلاً إن أولئك المتظاهرين الشجعان نظروا صوب قائد العالم الحر للحصول على دعمه، ولكن ظل رئيس الولايات المتحدة صامتاً.

وأضاف بينس، في مقال بصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أنه في أعقاب التظاهرات ومحاولات النظام الوحشية لقمعها، فشل أوباما مراراً وتكراراً في التعبير عن تضامن أميركا مع المتظاهرين الإيرانيين.

 

Email