تهديدات النظام الإيراني ستدفع المحتجين للمزيد من التصعيد

محللون أردنيون لـ « البيان »: من خرج للــــشارع لا يخشى الإعدام

■ تظاهرة إيرانية في تبليسي تندّد بتلويح النظام بإعدام المحتجين | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

التهديد بالإعدام وسيلة ردع جديدة يستخدمها نظام الملالي في طهران لردع المحتجين الذين جابوا المدن للمطالبة بتغيير النظام والحصول على حقهم في عيش كريم، في الوقت الذي شهد الشارع الإيراني مقتل العديد من المتظاهرين واعتقال أعداد كبيرة.

وفيما هدد مسؤولون إيرانيون بأن إحدى التهم التي ستوجه للمحتجين تهمة الحرابة أو شن حرب ضد «الله»، وهي جريمة عقوبتها الإعدام في إيران، أكد محللون أردنيون لـ«البيان» أن التهديد بالإعدام يهدف لإخماد الاحتجاجات والسيطرة على الأحداث، ولكن التصعيد في الفترة المقبلة سيكون سيد الموقف لأن من خرج للشارع لديه علم اليقين أن ثمن الحرية سيكون غالياً.

ورأى عضو مجلس الأعيان الأردني أسامة الملكاوي «أن هذه التهديدات ستحفز المتظاهرين إلى المزيد من التصعيد، ولكن دون القدرة على تغيير النظام، فهنالك حاجات إنسانية طبيعية، والدولة تنفق مواردها على قضايا سياسية، يرى الشعب أنها ليست من أولوياته»، مضيفاً أن هذه الاحتجاجات ستكون علامة فارقة ومؤثّرة وستكون لها آثار على بنية الدولة في المستقبل.

نظرية المؤامرة

ويشير أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية د.محمد القطاطشة إلى أن النظام الإيراني نظام ديكتاتوري، وهو يروج لـ«مؤامرة وأيدٍ خفية» وراء هذه الاحتجاجات، والواقع في أن الشعب الإيراني يعاني من الجوع والفقر والظلم والبطالة، هذا الشعب يبحث عن حريته، ومن خرج إلى الشارع يعلم علم اليقين أن الثمن سيكون غالياً.

مؤكداً أن «هذه التهديدات بالإعدام لن تؤثر في سير الاحتجاجات بل إننا سنشهد المزيد من التصعيد من قبلهم، وسيتعرى هذا النظام خارجياً».

ويعتقد الخبير الأردني د.عامر السبايلة أن هذه التهديدات هي محاولات لضبط الأمور من خلال التلويح بأقصى العقوبات، مشيراً إلى أن الإعدامات عندما تكون المظاهرات كبيرة ليست طريقة لحل المشكلة إنما هي محاولة للردع.

ويضيف أن مسار هذه الاحتجاجات ليس واضحاً لغاية الآن بسبب تجارب سابقة، ولا نستطيع الحكم عليها إلا بعد مضي فترة أسبوعين على الأقل، حيث إن استمرار المواجهات من جهة والبعد الذي ستأخذه أي احتمالات مثل البعد المسلح وإمكانية حدوث صدامات دامية ستظهر فقط مع مرور الوقت.

تغيير النظام

ويرى الكاتب الصحافي كمال زكارنة أن النظام الإيراني سيستخدم كل ما لديه من قوة لإخماد هذه الاحتجاجات المستمرة منذ أيام في عدد كبير من المدن، مضيفاً أن «هذه الاحتجاجات لن تهدأ بسهولة وسوف تستمر وتتواصل، وبقدر ما هي مدعومة من الداخل فإن هنالك توجهاً عاماً لدعمها من الخارج».

وأضاف أن تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تضمن أن الوقت قد حان للتغيير يحمل في طياته رسائل عديدة من أهمها وقوف الولايات المتحدة بجانب هذه الاحتجاجات ومنحها القوة بشكل أكبر حتى تواصل.

يردف قائلاً: تهديد المشاركين بالإعدام لن تؤثر على مسار ما يحدث، بل سيزيد من حالة الزخم والتحدي للنظام، الهدف الأساسي من هذه الاحتجاجات هو تغيير نظام الحكم المستمر منذ عام 1979 بنفس النهج والطريقة، والشعب الإيراني بات يدفع ثمن تدخلات إيران في الدول كاليمن وسوريا وغيرهما.

حيث وصلت الظروف الاقتصادية في إيران حافة الهاوية، وأضاف أن فشل هذه الاحتجاجات في تغيير النظام سيضع إيران في مواجهة حرب لا مناص منها، حرب واسعة وشاملة من دول عدة ضدها.

Email