الطغمة الحاكمة اكتسبت ثروة هائلة من خلال الدكتاتورية والفساد

المرشد وحاشيته يستحوذون على منابع الثروة في إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

استهدف الإيرانيون في انتفاضتهم الأخيرة المستمرة رأس نظام المرشد الإيراني، علي خامنئي، واتهموه في شعاراتهم وهتافاتهم بالسرقة ونهب أموال الشعب وتجويعهم وإفقارهم وصرف ثرواتهم على طموحه وأوهامه الإمبراطورية وحروبه الإقليمية الطائفية في سوريا واليمن ولبنان وباقي الدول ودعم المنظمات الإرهابية.

وبحسب دراسة أجرتها مؤسسة «بورغن» العالمية المعنية بمكافحة الفقر، ونشرها موقع «لبنان 360»، تقدّر ثروة المرشد بنحو 95 مليار دولار أميركي، بينما يستحوذ 5% فقط من الطغمة الحاكمة في إيران على منابع الثروة وهم من الفئة الحاكمة بدءاً من المرشد وحاشيته وحتى كبار المسؤولين وعوائلهم ومقربيهم.

ويقول خبراء وناشطون إيرانيون إن القادة السياسيين والعسكريين والمؤسسات الأمنية والحكومية والحرس الثوري في إيران حصلوا عن طريق الفساد والاختلاس على أموال طائلة نتيجة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة.

مؤسسات عملاقة

إضافة إلى تخصيصات «بيت المرشد» ومكتب خامنئي والمؤسسات التابعة التي لها ميزانية من موازنة الدولة العامة، يهيمن المرشد الإيراني على مؤسسة عملاقة تعرف باسم «هيئة تنفيذ أوامر الإمام الخميني» أو ما تعرف اختصاراً بـ «ستاد»، وهي هيئة لمصادرة العقارات والأراضي بحجة أنها تعود لمناهضي الثورة أو أراض وعقارات وطنية لا مالك لها، وتصادرها لصالح بيت المرشد ومؤسساته المتشعبة وتجني له نحو 100 مليار دولار بين ثروة في حسابات سرية وأصول، غير خاضعة للرقابة.

وتم إنشاء «ستاد» عام 1989 بعد وفاة المرشد الأعلى السابق، الخميني، حيث طرحت الأملاك العقارات المصادرة للبيع في مزادات علنية والاحتفاظ بقيمتها في حسابات سرية، أو تساوم أصحابها من أجل ابتزازهم والحصول منهم على أكبر قدر ممكن من الأموال، وأحياناً ما تحتفظ بملكيتها للعقارات، وتحولت المؤسسة بذلك إلى إمبراطورية اقتصادية لصالح المرشد.

كما تقوم «ستاد» بالاستثمارات في مجالات المال والنفط والاتصالات، وبدعم السلطة القضائية في إيران التي يرأسها صادق لاريجاني، المتهم بفتح 63 حساباً سرياً لجمع الكفالات المالية للمتهمين قضائياً.

أما المؤسسة العملاقة الأخرى التي قام خامنئي بتعيين النائب الإيراني العام، رجل الدين إبراهيم رئيسي، مشرفاً عليها العام الماضي، فهي مؤسسة «آستان قدس رضوي» التي تشرف على إدارة ضريح الإمام الرضا في مشهد.

وهي تشكل نسبة كبيرة من الاقتصاد غير النفطي الإيراني وتصل أموالها إلى 20% من إجمالي الدخل الوطني. وأصبح آستان قدس منذ قيام الثورة في إيران، وتحت إشراف طبسي، اللاعب المهيمن في الاقتصاد الإيراني مع قوة شبه احتكارية في خراسان.

أموال المرشد

ووافق مجلس النواب الأميركي في ديسمبر الماضي على مشروع قرار يلزم وزارة الخزانة بأن تنشر قائمة من أصول وأموال 70 شخصاً من القادة الإيرانيين وعلى رأسهم خامنئي.

وقال بروس بولينك النائب الجمهوري إن «نحو 70 مسؤولاً إيرانياً اكتسبوا الكثير من الثروة الشخصية، كما أنهم يستخدمون هذه الثروة لدعم الميليشيات والجماعات الإرهابية التي تضر بمصالحنا».

وأكد أن كبار المسؤولين الحكوميين الإيرانيين، بمن فيهم المرشد الأعلى والمسؤولون السياسيون والعسكريون الرئيسيون في إيران، اكتسبوا ثروة هائلة من خلال البنية الديكتاتورية والفساد في البلاد.

أموال الحرس

وبات الحرس الثوري يهيمن على عصب الاقتصاد، حيث اتجه بعد نهاية الحرب الإيرانية - العراقية أواخر الثمانينيات، إلى الأنشطة الاقتصادية، وبات يسيطر على كل مجالات الاقتصاد.

وبحسب الأرقام فإن الحرس يمثل القوة الاقتصادية الثالثة في البلاد، وتتراوح نسبة سيطرته الاقتصادية بما بين 10 إلى 30%. كما يدير قرابة 100 شركة تصل قيمتها إلى 12 مليار دولار تقريباً ويعمل فيها نحو 40 ألف شخص.

كذلك تمتلك مؤسسة «خاتم الأنبياء» نحو 800 شركة فرعية وحصلت من خلالها على آلاف العقود الرسمية لتنفيذ مشاريع.

Email