لهذه الأسباب انتفض الإيرانيون

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تشهد منطقتنا أصعب من هذه اللحظات سياسياً واقتصادياً بسبب التدخلات الإيرانية التي فاقمت الأزمات فيها من اليمن إلى العراق وسوريا فلبنان، ويرى مراقبون أنه لو تمكّن النظام الإيراني من نشر الفوضى في كل المنطقة لفعل من دون أدنى تردد.

الاحتجاجات التي تشهدها إيران ضد سياسة الملالي ما هي إلا نتيجة لهذه السياسة الرعناء التي فضّلت إفقار الشعب على دعمه وازدهاره رغم أن إيران من الدول الغنية. وتشير تقارير إلى أن السياسة الإيرانية سترتد على النظام خصوصاً بعد الاحتجاجات التي اندلعت الشهر الماضي وتتجدد اليوم، بسبب الارتباط الإيراني الوثيق بالميليشيات التخريبية في المنطقة التي استنزفت الاقتصاد الإيراني.

وما يجري في إيران اليوم بمثابة انقلاب السحر على الساحر، بحسب وصف العديد من المراقبين في إيران، إذ إن الحالة الاقتصادية بلغت أسوأ مراحلها، ما أدى إلى انتفاض الشعب الإيراني على حكم الملالي. فالفقر في إيران وفق الأرقام المنشورة يشير إلى حالة مرعبة في إيران. وهناك حوالي 11 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر، بل إن العديد من المسؤولين الإيرانيين كانوا يحذرون من ثورة جياع بسبب حالة الفساد المتفشية في عمق النظام الإيراني.

فقر

ووفقاً لتقارير صحافية، لا يستطيع 11 مليون مواطن إيراني من مجموع 80 مليون نسمة تأمين حاجاتهم المعيشية الأساسية، كالمواد الغذائية والسكن والتعليم والصحة والمواصلات وغيرها من الحاجات اليومية.

حتى أن مركز «انون عالي ارفرماىان إىران»، أي مركز أرباب العمل الإيراني، انتقد في تقرير له تردي الأوضاع المعيشية في البلاد، مشيراً إلى أن راتب 220 دولاراً لا يكفي المواطن للعيش 8 أيام وهذا ما أجبر العمال على أن يبحثوا عن أعمال إضـــافية ليتمكنوا من تأمين معيشتهم لشهر كامل.

ويرى الخبراء والمتابعون للشأن الإيراني، أن طهران اليوم تدفع ثمن تدخلاتها في المنطقة، وهي تجني ثمار سياسة إهمال شعبها وبث الفوضى والعنف في المنطقة، حيث بات البيت الإيراني اليوم مهدداً من الداخل.

ويؤكد مراقبون أنه لا يمكن بعد هذه الموجة العارمة من الاحتجاجات أن تبقى السياسة الإيرانية على حالها، ذلك أن المتغيرات في الداخل الإيراني ستجبر الملالي على تغيير هذا النهج.

Email