تقارير «البيان»

إيران تحت ضغوط الخارج وتململ الداخل

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كل مرحلة متوترة من تاريخ المنطقة تجد إيران جزءاً أساسياً من هذا التوتر، ذلك أن مصدر الشر والإرهاب واحد وهو «قم»، حيث المنظومة الإرهابية الساعية إلى خلخلة الوضع في المنطقة وبالتحديد دول مجلس التعاون الخليجي.

ولعل من يراقب مسار الأحدث بعد استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، يرى أن التصعيد الإيراني بات واضحاً على كل الأصعدة، بل إنّ ردود فعل السياسة الإيرانية كانت تؤكد أنها وراء كل توتر أمني، ويمكن قراءة ذلك في لبنان من خلال خطابات حسن نصرالله المؤتمر بأوامر ولاية الولي الفقيه، وأيضاً من خلال ما جرى في البحرين قبل يومين.

في البحرين وتحديداً يوم الجمعة الماضي، أعلنت المملكة العربية السعودية تعليق ضخ النفط إلى البحرين، عقب الحادث الذي استهدف خط الأنابيب في المنامة، وشددت من إجراءاتها الأمنية في محيط المنشآت في المملكة.

بينما عزت المنامة الهجوم لعمل إرهابي مرتبط بإيران، لقد كان هذا العمل الذي يستهدف خط نقل النفط الواصل بين البلدين مخططاً مكشوفاً أمام المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين أن إيران مازالت تحاول الاختراق الأمني، ولم تمض 24 ساعة حتى أعلنت دولة الإمارات ودولة الكويت ومجلس التعاون الخليجي وقوفها إلى جانب البحرين، باستثناء نظام الحمدين الذي لم يصدر موقفاً متعلقاً بهذا الأمر.

لقد أصبح الخطر الإيراني على المنطقة مكشوفاً للجميع، بل أنّ العديد من المراقبين ينتظرون اللحظة الأميركية التي تصفع فيها إيران، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الخميس الماضي أن إيران تشكل مشكلة حقيقية في منطقة الشرق الأوسط، بدعمها المستمر للإرهاب.

حروب بالوكالة

وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية، هيذر ناورت خلال مؤتمر صحافي، إنه ما من شك أن تدخلات إيران في المنطقة تزعزع الاستقرار، وأن هذا النظام مشكلة حقيقية، ونحن نعترف بهذا، وكثير من الدول تعرف هذا.

ورداً على سؤال حول دعم إيران للميليشيات في العراق، اعتبرت ناورت أنّ هذه الميليشيات تقود حروب طهران بالوكالة، وفق ما جاء في المؤتمر الصحافي المنشور على موقع الخارجية الأميركية، وأضافت ناورت: «لو تحدثتم مع أصدقائنا في الشرق الأوسط، فإنهم سيدعمون مواقفنا بشدة، ويرون أن إيران مشكلة حقيقية في المنطقة».

أوضاع

في موازاة التوترات الإقليمية والضغط الأميركي على نظام الملالي، يبدو أن ثمة شيئاً يحدث في الداخل الإيراني، إذ بدأ الملالي يعترفون أنّ شعارات المتظاهرين المحتجين على سوء الأوضاع في إيران بدأت تتغير، إذ أبدى آزادي خواه عضو مجلس شورى النظام قلقه من شعارات الإيرانيين المناهضة للحكومة في تجمعاتهم اليومية.

وقال: «ربما يكون المرء أصم حتى لا يسمع تظلم المواطنين المنهوبة أموالهم من قبل المؤسسات المالية، وربما يكون أعمى حتى لا يستطيع رؤية الوضع المزري الذي يعيشه المواطنون، إنّ شعارات المواطنين بدأت تتغير، فشعاراتهم وبسبب إهمال المسؤولين المعنيين تحولت من شعارات تخص مشكلات خدمية إلى شعارات ضد النظام».

فقر

وأضاف في مقابلة مع وكالة أنباء فارس: «لا بد أن يكون المرء أعمى حتى لا يستطيع رؤية الوضع المزري الذي يعيشه المواطنون الذين يتحشدون بين تارة وأخرى مقابل مجلس الشورى وغيرها من المؤسسات والمنظمات، وهم يسعون نقل همومهم ومطالبة استحقاقاتهم إلى وكلائهم ونوابهم».

وهذه المرة الأولى التي يتحدث بهذه التصريحات مسؤول إيراني، في ظل تنامي موجة الفقر في إيران، إلا أن المراقبين يعتبرون ذلك مجرد تنفيس للشعب الإيراني لاستيعاب موجة الغضب على التدخلات في المنطقة في سوريا والعراق واليمن ولبنان.

 

Email