تقارير البيان

فوضى تُربك حكومة بريطانيا بسبب إسرائيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعيش رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وحكومتها في حالة ضعف وتخبط قد لا نرى الخروج منها قريباً. فقد قامت وزيرة التنمية الدولية برتي باتل بتقديم استقالتها اثر الانتقادات الواسعة لها بإجراء محادثات في إسرائيل دون علم رئيسة الوزراء تيريرزا ماي ودون علم وزارة الخارجية.

وطلبت باتل من العاملين معها النظر في إمكانية قيام بريطانيا بمــساعدة الجهود الإنسانية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة. وقد استدعتها ماي أثناء زيارة لها في أفريقيا، حيث طلبت منها تقديم الاستقالة عوضاً عن إقالتها.

تأييد بريكست

وعينت ماي نائبة وزير خلفا لوزيرة التنمية الدولية المستقيلة بريتي باتيل، لتتجنب بذلك تعديلات حكومية كبيرة وتحافظ على التوازن الدقيق المؤيد لبريكست في الحكومة.

وتم تعيين بيني موردونت نائبة وزير الرعاية الاجتماعية والمؤيدة الشرسة لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، وزيرة جديدة للتنمية الدولية. ويرى إيان دانكن سميث زعيم حزب المحافظين الأسبق أن تعيين بديل مؤيد للخروج من الاتحاد سيخلق نوعا من التوازن في مجلس الوزراء بين فريقي الخروج والبقاء.

وهو ما يعكس صعوبة موقف تيريزا ماي. يضاف إلى ذلك تصريحات وزير الخارجية بوريس جونسون حول قيام السجينة البريطانية من أصول إيرانية نازانين زغاري-راتكليف بتدريب الصحفيين.

قال جونسون «إن نازانين كانت فقط تعلم أشخاصاً الصحافة عندما احتجزت العام الماضي». وعاد جونسون وصحح ما قاله، وأكد في البرلمان أن زيارتها كانت عائلية فقط، ومرة أخرى يثبت وزير الخارجية أنه عبء على ماي، ويشكل نقطة ضعف كبيرة لها.

ولكن هناك تكهنات أن عدم قيام ماي بإقالة جونسون يرجع إلى حاجته له لأنه يمثل الصقور في مجلس الوزراء بالنسبة للخروج من الاتحاد. بعد فقدان وزيرين خلال أسبوع يصعب تصور اقالة ثالثة.

نهاية قريبة

وقد تكون نهاية جونسون قريبة إذا ارتكب خطأ جديداً لأن الوضع لا يتحمل قيامه بشيء يجلب عليه الانتقادات، والضغوط على ماي لإقالته.

في ظل هذه الأجواء المضطربة في الداخل البريطاني، ترى بعض التحليلات مثل صحيفة «التايمز» البريطانية أن القادة الأوروبيين يعدون أنفسهم لرحيل ماي قبل نهاية العام، وقد يفضي ذلك لتغيير في القيادة أو انتخابات عامة جديدة قد تؤدي إلى فوز حزب العمال وتشكيل الحكومة وتغيير جذري في ما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد.

ولكن المؤشرات لا تؤيد هذا التحليل الحالم. هناك صعوبات وتخبط وأزمة ولكن لا تصل إلى هذه الدرجة. وأكدت أن نهاية ماي لن تكون بسبب استقالات الحكومة ولكن لضعف الثقة لديها وعدم قدرتها على القيادة القوية.

جولة جديدة

اجتمع المفاوضون من بريطانيـــا والاتحاد الأوروبي مجدداً، أمس، لتحديد بنود مغادرة بريطانيا للتكتل، وسط المزيد من الاضطرابات الداخلية في حكومة ماي. وحتى الآن لم يحقق الجانبان سوى تقدم تدريجي حول حقوق المواطنين والتسوية المالية والحدود الأيرلندية والقضايا، التي يرغب الاتحاد الأوروبي في تحقيق مزيد من التقدم.

وقال دبلوماسي في الاتحاد الاوروبي ان كل شيء جاهز اعتبارا من 1 يناير لبدء المفاوضات التجارية ولكن في حال عدم التوصل في نهاية نوفمبر الى اتفاقحول الاولويات الثلاث للدول الـ27 فان هذا يرجئ الامور الى فبراير أو مارس.

Email