فوز «ديمقراطي» في انتخابات حكام الولايات والبلديات
صفعة انتخابية لترامب تؤكد رفض سياساته
تلقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحزبه الجمهوري صفعة من هزيمة انتخابية، مع فوز الديموقراطيين في انتخابات هامة لحكام الولايات ورؤساء البلديات، ما يؤكد تدهور شعبيته في الذكرى الأولى لفوزه بالانتخابات الرئاسية. وتعتبر النتائج رفضاً كاسحاً لما يطلق عليه معارضو الرئيس الأميركي سياسات ترامب التقسيمية، واختباراً لنفوذه قبل المعارك الانتخابية المقبلة على مستوى الولايات وعلى المستوى الوطني.
وحلّت الهزيمة الأكبر في فيرجينيا، الولاية التي تحد واشنطن وتعد مؤشراً للسياسات الوطنية، في وقت تستعد فيه البلاد لانتخابات مجلس الشيوخ العام القادم قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020. وشهدت المعركة على منصب حاكم ولاية فيرجينيا منافسة محتدمة، إلا أن الديموقراطي رالف نورثام هزم خصمه الجمهوري إد غيليسبي، محققاً تقدماً غير متوقع بتسع نقاط مئوية في الولاية الواقعة جنوب واشنطن.
وفي نيوجيرسي، حقّق المرشح الديموقراطي فيل مورفي فوزاً سهلاً بفارق 13 نقطة مئوية، على الحاكم الجمهوري المنتهية ولايته كريس كريستي الذي كان لوقت طويل حليفاً لترامب. ورأى كل من مورفي ونورثام في فوزهما رفضاً للاستقطاب الذي طبع إلى حد كبير حملة ترامب الانتخابية، ومعظم سنته الأولى في البيت الأبيض.
وقال مورفي: «وجهت نيوجيرسي اليوم رسالة لا لبس فيها إلى البلاد بأسرها مفادها: نحن أفضل من ذلك». أما رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو، فركب موجة الكراهية السائدة في مدينته لترامب، ليفوز بإعادة انتخابه على رأس المدينة ذات الكثافة السكانية الأكبر.
ووصف رئيس اللجنة الوطنية الديموقراطية توم بيريز في حديث أدلى به لشبكة «سي إن إن» الإخبارية، الانتخابات بأنها «استفتاء على القيم الأميركية». وأشارت اللجنة في بيان إلى أنّها لم تفز في فيرجينيا ونيوجيرسي فقط بل في جميع الانتخابات بأنحاء البلاد، باحتفاظ الديموقراطيين بمقاعد في المجالس البلدية ومجلس النواب أو قلبها لصالحهم في ست ولايات أخرى.
وتشكّل النتائج إعادة إحياء لحظوظ الديموقراطيين الانتخابية، بعدما فشل الحزب في تحقيق فوز في عدة انتخابات محلية سابقة في عدد من الولايات هذا العام، ما أثار قلقاً بشأن كيفية مواجهة نفوذ ترامب في الحياة السياسية الأميركية.
وكتب ترامب في تغريدة: «عمل إد غيليسبي بكد ولكنه لم يؤيدني ولم يتبن ما أمثله». وأصر ترامب على أنّه مع استمرار الأداء الجيد للاقتصاد الأميركي، «سنستمر بالفوز»، إلّا أنّ بعض المحللين رأوا أنّ النتائج تشير إلى موجة ديموقراطية تلوح في الأفق.
