مجلس الأمن يفرض أشد عقوبات على كوريا الشمالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

صوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع، يوم السبت، على فرض أشد عقوبات حتى الآن ضد كوريا الشمالية.

وصوت أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر لصالح فرض حزمة جديدة من العقوبات من شأنها خفض العوائد التصديرية لكوريا الشمالية ردا على إطلاقها تجربتين على صواريخ باليستية عابرة للقارات في يوليو.

وتهدف العقوبات إلى توجيه صفعة قوية إلى كوريا الشمالية من خلال تشديد القيود المفروضة على صادرات الفحم والحديد وخام الحديد ليصبح حظرا كاملا إلى جانب حظر صادرات الرصاص وخام الرصاص والمأكولات البحرية.

وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت متأخر من يوم السبت بالعقوبات التي جاءت ردا على إطلاق كوريا الشمالية للصاروخيين.

وغرد ترامب على صفحته على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي قائلا إن "قرار الأمم المتحدة يشكل رزمة العقوبات الأكبر التي تم فرضها على كوريا الشمالية. ستكلف هذه العقوبات كوريا الشمالية أكثر من مليار دولار".

وقالت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي أمام مجلس الأمن الدولي عقب التصويت إن العقوبات الجديدة المفروضة على كوريا الشمالية هي "مجموعة العقوبات الأكثر صرامة ضد أي دولة خلال جيل".

وأضافت هالي أن: "هذه العقوبات ستسبب ضررا بالغا ومن خلال القيام بذلك ستذوق قيادة كوريا الشمالية طعم الحرمان الذى اختارت أن تذيقه لشعب كوريا الشمالية".

وأوضحت هالي في بيان أن العقوبات المشددة يمكن أن تقتطع نحو مليار دولار من عائدات التصدير السنوية للبلاد والبالغة 3 مليار دولار.

وحققت عائدات الفحم حوالي 40 بالمئة من عائدات التصدير الخاصة بكوريا الشمالية عام 2016، بقيمة 2ر1 مليار دولار تقريبا، بحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

كما أن العقوبات ستجمد عدد تصاريح العمل للعمال الكوريين الشماليين العاملين في الخارج على المستويات الحالية وستضع تسعة أشخاص ضمن القائمة السوداء وستجمد أصول أربع شركات. كما يحظر الإجراء تأسيس أو التوسع في مشروعات مشتركة مع كيانات أو أفراد من كوريا الشمالية.

وأعرب القرار عن الأسف إزاء "تحويل (كوريا الشمالية) كمية ضخمة من مواردها النادرة تجاه تطوير أسلحة نووية وعدد من البرامج باهظة التكلفة الخاصة بالصواريخ الباليستية".

ودعا القرار إلى استئناف "المحادثات السداسية"، وهي محادثات دولية حول نزع السلاح النووي عن شبه الجزيرة الكورية، وتتألف أطرافها من الكوريتان والصين والولايات المتحدة واليابان وروسيا. وكان آخر اجتماع لهذه الأطراف عام 2008 .

وأعرب فاسيلي نبينزيا، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، يوم السبت في نيويورك، عن مخاوفه حيال نشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "ثاد"، ومهمة قامت بها حاملات طائرات أمريكية في الآونة الأخيرة إلى شبه الجزيرة الكورية، مشيرا إلى إن ذلك قد يمثل المزيد من التهديدات لأمن المنطقة.

وقال نبينزيا أمام مجلس الامن عقب التصويت " إن أي مغامرة عسكرية يمكن أن تتحول إلى كارثة تهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي".

وأعرب عن أمله في أن تكون تصريحات وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون يوم الاربعاء الماضي بأن الولايات المتحدة لا تسعى لتغيير النظام أو تسريع إعادة توحيد كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية أو ذريعة لإرسال قوات أمريكية إلى المنطقة، صادقة.

ودعت روسيا والصين إلى اتباع خيار "التجميد من أجل التجميد"، حيث ستتوقف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عن مناوراتهما العسكرية، وفي المقابل ستفعل كوريا الشمالية نفس الشيء.

وردا على سؤال حول هذا الاقتراح قالت هالي للصحفيين إن المناورات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تتسم بالشفافية ومستمرة منذ 40 عاما وأن الامر متروك الآن إلى كوريا الشمالية لوقف نشاطها قبل استئناف المحادثات السداسية.

وبثت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية، مقتطفات من مقال شديد اللهجة نشرته صحيفة "رودونج سينمون" الناطقة باسم حزب العمل الكوري الشمالي الحاكم والتي طبعت قبل اقرار العقوبات الاخيرة. 

ونقلت يونهاب عن الصحيفة القول : "إن اليوم الذى تتجرأ فيه الولايات المتحدة على إخافة امتنا بقنبلة نووية وفرض عقوبات، فإن الأراضي الأمريكية ستشهد بحرا من النيران لا يمكن تصوره".

وهذا سابع قرار يصدر عن مجلس الأمن يستهدف بيونجيانج بسبب تجاربها الصاروخية منذ 2006، وكانت آخر حزمة من العقوبات المشددة قد صدرت في يونيو الماضي.

Email